وزارة التعليم توقفي عن تخريج الدواعش
الأستاذة والمربية الفاضلة آمال البنيان من أكرمها الله بحمل رسالة التعليم سؤالي الذي يطرح نفسه
هل كنت مدركة أم واثقة من أن السبب الرئيسي والكامن وراء وقوع أبنائنا في براثن داعش وتجنيدهم لصالحهم هي وزارةالتعليم ؟
أم أن وزارة التعليم أصبحت شماعة
يعلق عليها المعلم المقصر أخطاؤه !
وهل وزارة التعليم في رأيك هي المربي والمعلم الأول للطالب ؟
أم أنها الأسرة المسؤولة عن التربية والتنشئة السليمة للطفل منذ نعومة أظفاره والتي هي المؤسسة الأولى للتربية والتعليم وضبط الأبناء وهي التي تلعب دورا أساسيا في سلوك الأفراد بطريقة سوية أوغير سوية من خلال النماذج السلوكية التي تقدمها لصغارها حيث أن هذا السلوك وهذا النموذج داخل الأسرة هو الذي يؤثر سلبا أو إيجابا في تربية النشئ وهي ليست أساس وجود المجتمع فحسب، بل هي مصدر الأخلاق، والدعامة الأولى لضبط السلوك، والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة والدليل القاطع على ذلك أن الإسلام عندما فرض الصلاة وذكر السن التي يؤمر عندها الطفل بالصلاة وجه الخطاب للأسرة في قوله صلى الله عليه وسلم "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر"
فإذاغرست الأسرة في أبنائها مبادئ الإسلام والعقيدة الصحيحة حتى بلغ السادسة جاء دور المعلم استمرارا لدور الأسرة ومساندا لها ولكن تبقى الأسرة برعايتها وتعهدها للنشئ هي الركيزة الأولى فإن غاب دور الأسرة تعثر الطفل وأصبح فريسة سهلة لمغريات الحياة من حوله وعلى قول الشاعر
والنشئ إن أهملته
طفلاتعثر في الكبر
وقول آخر
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
وأما وزارة التعليم فمنذ أن أسست وكانت بمسمى وزارة المعارف ومناهجها ترتكز على تعليم العقيدة الصحيحة وغرسها في نفوس أبنائنا
في مملكتنا فقط حفظها الله وزادها عزة ورفعة بأنها مهبط الإسلام وقبلة الحرمين تدرس مناهج الدين والعقيدة
ودليل ذلك أن المقيمين حين يدرسون في مدارسنا
تحذف من من شهاداتهم درجات المواد الدينية عند عودتهم لاستكمال الدراسة في بلادهم
وزارتنا تشرف عليها قيادة حكيمة تؤيد فيها الحق وتبطل الباطل
وتضع النقاط على الحروف وماتكثيف البرامج الوزارية إلا دليل ذلك وإن كثرت فهدفها إخراج جيل واع
وفطن وهي تعطي لكل جيل مايناسبه
فإن كان جيلك بالأمس قد اكتفى بالسبورة والطباشير والطريقة التقليدية في التدريس فهو جيل لم يشهد تحديات هذا العصر ومغرياته
هو جيل لم يشاهد المسلسلات التركية
وأفلام الرعب واللهو في مقاهي الإنترنت وامتلاك الهاتف النقال
لمن هو في سن السابعة وتقليد الطالح من حضارة الغرب..
أنا وأنت والكثير من جيلنا لم نجدمايلهينا عن التعليم
ننام ملىء أجفاننا في وقت مبكر لنستيقظ بلا ساعة منبه بعقول نظيفة ليس هناك مايشغلها
لذا فهي قادرة على التركيز واستيعاب الدرس
فهل تفيد طريقة التدريس التقليدية الخالية من الاستراتيجيات والتي تعتمد على الإلقاء والاستماع لمثل هذا الجيل المنفتح ؟!
هل تفيد السبورة والطباشير وطريقة التلقين لعقول أبنائنا الشاردة
فهذا يفكر في طريقة يخرج بها قبل انتهاء دوامه ليتعاطى سيجارة خلف أسوار المدرسة
وتلك الفتاة قد سرحت بفكرهافي فيلم تسترجع أحداثه المثيرة وتلك تحاول جاهدة فتح عينيها المثقلتين بالنعاس
جراء السهر على القنوات الفضائية
وهاتفها النقال
إن مثل هذا الجيل لاتناسبه إلا استراتيجيات التعلم النشط ليتفاعل ويشارك ويتحرك فهو جيل سريع الملل
يحب الحركة والتمثيل والتحدي والإثارة
أما بالإلقاء والاستماع فسيسبح في الأحلام ويصل إلى جزر الواق واق
إذن يامن تتهمين وزارتنا بتخريج الدواعش إبحثي عن السبب الرئسي
وتلمسي مشاكل طالباتك وضعي يدك
على الخطوط الأولى للمشكلة
والخمس واربعون دقيقة تستطيعين
فيها شرح الدرس باستراتيجية أوإثنتين إذا وثقت في قدراتك وتوكلت على الله حق توكله وستكون طالباتك
حاضرات للدرس عقلا وجسدا
وأما برامج الوزارة فهي برامج هادفة
وإنمائية لقدرات هذا الجيل والأخيرة منها وقائية تحصينا لهم وحماية من
المهددات الخارجية
فنحن في زمن مخيف كثرت فيه الفتن وادلهمت الشبهات والقابض فيه على دينه كالقابض على الجمر
وأما إقامة الحفلات والتكاليف الباهظة للبرامج فلم تقرها وزارة التعليم ولم تطالب بها
وإنما هي المدارس المتباهية التي انشغل منسوبوها ومدراؤها بالشكليات والتباهي عن الجوهر وهم أبناؤنا وبناتنا
وأما البرامج التي تثقل كاهلنا وتشغلنا هي البرامج التي تقرها الإدارات في المناطق دون تنسيق أو تخطيط مع اعتذاري للجميع مما يضطر بعض المدارس حين يثقل كاهلها العبء تنفيذ البرامج دون مخرجات
وأما بنية المدارس ومدى صلاحيتها وتوفير احتياجاتها لتكون مهيأة للتعليم فأنا معك في أنها غير مؤهلة كليا ولكن إذا سألتك كيف كانت مدارسنا بالأمس ؟ وكيف كان مستوى أبناؤها وبناتها في التعليم ؟!!
ستدركين أن المعلم هو الأساس
وهو سر نجاح وتفوق طلابه وليست
رفاهية المدارس
فكم من معلم سطرت سيرته مع طلابه
بماء من ذهب وكم من معلمة كانت أما وحضنا دافئا لطالباتها وكم من معلمة انتشلت طالبة من وحل الضياع
وكم من طالب وطالبة لازالوا يعترفون بالجميل لمعلميهم ومعلماتهم اللذين استغلوا كل ثانية لصالح التعليم
تشتكي المعلمات ضيق الوقت وتتذمر من حصص الانتظار
تشتكي كثرة البرامج وحصص الريادة والنشاط تذهب هباء ..
ماهذا التناقض ؟ !!!
فلو سألني أحدكم عن حصص الريادة التي هي من حق الطالبة لنقلت لكم واقعا مصغرا لعمال النظافة فتلك تكنس وأخرى تمسح الأرض وثالثة تقوم بتعليق اللوحات
وهذا هو الواقع المؤلم لحصص الريادة في مدارسنا
وأما النشاط فحدث ولاحرج
وأكثر مايشدني فيه اكتفاء المعلمة بعدد من الطالبات في مجالها ورفض الباقيات أو الزج بطالبات في مجال لارغبة لهن به
أليس هذا واقعا ملموسا
أما عن صدمتك في طالباتك بأنهن لايفقهن أساسيات دينهن وفهم عقيدته وإقرارك بأنهن يتقن ويبدعن في وسائل التواصل فأنا أدينك يامعلمة الحاسب
أليس من باب أولى لك أن تعلميهن المبادئ وتغرسي فيهن القيم تجاه استخدام هذا الجهاز كسلاح ذو حدين ؟ قبل أن تعلميهن كيفية اعداد البرامج ؟ دون التشهير بهن ؟
أنت تتهمين الوزارة والتعليم بينما الجاني هو الأسرة والمعلم
وأنت بمثل هذا الإدعاء تشجعين أبناءنا وبناتنا على التمرد وتقديم الحجج وإدانة التعليم بل هو تشجيع
لأن يكونوا كما تدعين والعياذ بالله
نسأل الله أن يحفظ أبناء وبنات هذا الوطن من الفتن وأن يسخر لهم من المعلمين والمعلمات من يأخذ بأيديهم الى بر الأمان وأن نتبع قوله صلى الله عليه وسلم "فلتقل خيرا أولتصمت "
بقلم المرشدة الطلابية/ شيخة الحكمي