لم يجد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ردا على على الاتهامات الموجهة له بتهميش السنة في العراق، سوى مهاجمة المملكة العربية السعودية، مبررا عجزه عن وقف الأعمال الإرهابية والأمنية في بلاده، بالادعاء بوقوف المملكة وقطر خلف هذه الأزمة.
وأفرد “المالكي” جزءا كبيرا من حواره مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية، مساء أمس السبت، للهجوم على المملكة وقطر قائلا: “يهاجمون العراق عبر سوريا بل وبشكل مباشر بل هم أعلنوا الحرب على العراق كما أعلنوها على سوريا، ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية”.
ونقلت شبكة “بي بي سي” الإخبارية البريطانية عن “المالكي” قوله: “نستطيع أن نتخذ مواقف مقابلة لكننا لا نريد ذلك، وإلى الآن لم نتخذ إجراء مضادا”، مضيفا: “لا نريد أن نوسع دائرة المواجهة إنما نقول لهم بضرورة الوعي أن دعمهم للمسلحين سيعود عليهم”.
ويواجه الرئيس العراقي نوري المالكي، الذي ينتمي إلى التحالف الوطني صاحب الأغلبية الشيعية الحاكمة في العراق، اتهامات واسعة باضطهاد السنة والتضييق عليهم، بوازع طائفي، حتى أن السلطات العراقية اعتقلت عدة سعوديين وأودعتهم سجونها دون محاكمة، وعرضتهم لعمليات تعذيب وقمع موسعة، وهو ما دفع الخارجية السعودية للمطالبة بنقل سجناء المملكة في العراق إلى كردستان حفاظا على أرواحهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه المملكة كلا من جماعة الإخوان المسلمين وداعش والنصرة وحزب الله جماعات إرهابية، مرتبة عقوبة السجن التي قد تصل إلى عشرين عاما على كل من يتعاون مع هذه الجماعات أو يعمل لصالحها داخل أو خارج البلاد.
ويشهد العراق منذ أشهر تصاعدا مطردا في أعمال العنف، كما انتشر مسلحون تابعون للقاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” في بعض المدن غربي العراق، فيما تقول الأمم المتحدة إن العنف في العراق حصد أرواح 703 أشخاص في شهر فبراير الماضي، وهي حصيلة أعلى من الشهر نفسه العام الماضي.