إذا كانت الحكمة العربية الشهيرة تقول إن معظم النار من مستصغر الشرر، فإن محادثة جانبية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يمكن أن تقود إلى أكبر فضيحة في تاريخ الكرة السعودية إذا صدقت التفاصيل التي وردت على عهدة المغردين في تويتر.
المحادثة جمعت بين الإعلامي المحسوب على نادي النصر خالد الشعلان، وعضو شرف نادي الشعلة حاليًا ونائب رئيس النادي سابقا خالد الدويس، الذي دخل ليعلق على تغريدة للشعلان وهو أمر عادي وشائع، لكن الغريب أن الدويس كتب بثقة شديدة أن أحمد الخميس، أمين عام الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم حاليًا وأمين عام نادي الهلال سابقًا عرض عليه رشوة مالية لفريق الشعلة من أجل أن يفوزوا على فريق القادسية في الدوري ليضمن الهلال دخول المربع الذهبي بدلًا من القادسية.
وفي تغريدة تالية، سأل الشعلان الدويس “في أي موسم وما هو منصبك حينها؟” فرد عليه الأخير بالثقة نفسها: “كنت نائب رئيس والسنة اللي دخل فيها القادسية المربع والهلال الخامس 1423”.
“عاجل” قامت بالبحث في أرشيف الدوري السعودي لتتأكد من التواريخ المذكورة وتأكدت أن البطولة التي ذكرها الدويس هي كأس دوري خادم الحرمين موسم 2002/ 2003 التي فاز بها الاتحاد وكانت تقام بطريقة المربع الذهبي، وقد احتل الهلال المركز الخامس فعلًا برصيد 41 نقطة بفارق نقطة واحدة خلف القادسية، أما المباراة المشار إليها فجمعت بين القادسية والشعلة في الجولة 21 على ملعب القادسية وانتهت لمصلحة أصحاب الأرض بهدفين لهدف، ولم يشفع للهلال هزيمة القادسية في الجولة الأخيرة وقتها من الأهلي بثلاثية نظيفة، ولا فوزه على النصر ثم الاتحاد بطل المسابقة في الجولتين الأخيرتين ليتأهل إلى المربع الذهبي بدلا من القادسية.
ورغم التسليم بأن الخميس لم يطلب من الشعلة “تفويت المباراة” مثلا وإنما حرص على إثارة حماسهم بوعدهم بمكافآت مالية مغرية، إلا أن الأمر مع ذلك لا يخرج عن نطاق الشبهات، وهو ما يجبر الاتحاد السعودي ورئيسه أحمد بن عيد الحربي على اتخاذ موقف حاسم للتحقق من صدق هذه الشبهات وإنزال عقوبات صارمة على المتورطين فيها.