كشف شيخ الجالية البرماوية في المملكة أبو الشمع عبد المجيد، عن صدور توجيهاتٍ ساميةٍ بتجديد إقامات ما يقارب ١٧٠ ألف برماوي من حاملي الجوازيْن البنجلاديشي والباكستاني لمدة ٨ سنوات مجاناً، تشمل الـ 4 سنوات المقبلة، والـ 4 سنوات الماضية التي لم يتم فيها التجديد؛ بسبب رفض السفارتيْن الباكستانية والبنجلاديشية تجديد جوازات البرماويين.
وقال “أبو الشمع”: إن التنفيذ سيبدأ مطلع الشهر المقبل, وسيتم تنظيمه وفق إجراءاتٍ واضحةٍ, بالتنسيق مع مختلف الجهات المختصّة.
وشيخ الجالية البرماوية يسكن بمكة المكرّمة، ويبلغ عمره ٦٥ عاماً؛ قضى منها ٥ أعوام فقط في بورما, وهاجر عام ١٣٧٤هـ للسعودية, في عهد الملك سعود، والتحق بالتعليم منذ وصوله المملكة, واستمر حتى نال شهادة الماجستير, وعمل في رابطة العالم الإسلامي لمدة ٣٠ عاماً، ورُشح من قِبل رموز الجالية البرماوية شيخاً لهم في المملكة عام ١٤٢٩هـ، فقرّر التفرُّغ لمنصبه الجديد.
وتحدث “أبو الشمع “عن إجراءات التصحيح الخاصّة بالجالية البرماوية في المملكة، وقال: عملنا خلال الأشهر العشرة الماضية, للتعريف على مختلف البرماويين, حيث تعرّفنا على ٢٢٥ ألف برماوي, واستثنينا ما يقارب ٤ آلاف عائلة, نشتبه في انتمائهم للجنسية البرماوية, وقد يكون بعضهم من جنسيات آسيوية أخرى وليسوا برماويين.
وعن كيفية التعامل مع هذا العدد الكبير من المشتبه فيهم، قال “أبو الشمع”: سنبدأ التحقيق معهم في المقر الخاص, بتصحيح الأوضاع بوجود مسؤول التصحيح في إمارة منطقة مكة, ومسؤول من مديرية الجوازات ومَن يثبت انتماؤه فعلاً للبرماويين سنضمّه إلى القائمة، ومَن يثبت عكس ذلك ستتصرّف معه الجهات الأمنية وفق ما تراه مناسباً.
وأضاف “أبو الشمع” قائلاً: سيبدأ عملنا لمدة ٣ أيام في الأسبوع، ٥ ساعات يومياً, حتى ننهي أوراق المشتبه فيهم كافةً في أقرب فرصة.
وحول ما تردّد من محاولة عددٍ من مجهولي الهوية الآسيويين الحصول على الجنسية البرماوية، قال “أبو الشمع”: كانت هناك محاولاتٌ لكنها لم تنجح, فنحن نخضع المتقدمين لاختباراتٍ شديدة, ويُوجد معنا ٣٠ معرّفاً برماوياً, إضافة إلى مسؤولي الجهات الأمنية والحكومية المختلفة ونثق بقدرتنا على تصفية مَن يستحق التصحيح.
ونفى شيخ الجالية البرماوية أن يكون أبناء جلدته من مُثيري المشكلات، وقال: نحن من أكثر الجاليات انضباطاً وتقيُّداً بالأنظمة والتعليمات , فعددنا يقارب ربع مليون, منهم ١٣٠ ألفاً في مكة, و٦٠ ألفا في جدة, والبقية متوزعة في: المدينة المنوّرة، والرياض, والمنطقة الجنوبية، وهناك ١٠٠ مجلس صلح متشكّل في تلك المناطق, يحرص على تنظيم الجالية وحل المشكلات الشخصية بين أفرادها قبل وصولها للجهات الأمنية, وساعدتنا تلك اللجان على أعمال تصحيح الأوضاع, من خلال تنظيم ملفات المتقدمين وتفويجهم على المقر الرئيس خلال الفترة الماضية.
وحول كيفية التعامل مع العدد الكبير لأبناء البرماويين مستقبلاً، قال “أبو الشمع”: إنه جارٍ الأن بالتنسيق مع الجهات المسؤولة في المملكة, تأسيس شركة تدريبٍ وتوظيفٍ ستعمل على استيعاب ٤٠ الف شاب برماوي, وتدريبهم على المهن التي تناسبهم ومن ثم توزيعهم على الشركات المحلية، وسيسهمون بذلك في سد فراغ جزئي لمرحلة التصحيح التي بدأت الحكومة السعودية تطبيقها مطلع العام الهجري الحالي.
وحول انغلاق المجتمع البرماوي على نفسه وعدم اندماجه مع المجتمع المحلي، قال: أغلبهم يعانون الفقر والحاجة, ولذلك تجدهم يسكنون بالقرب من بعضهم، وهم منفتحون على الآخر, والدليل على ذلك أن هناك ما يقارب 5 آلاف سعودي متزوج من نساء برماويات, وما يقارب ١٠٠ برماوي متزوج من نساء سعوديات.
ونفى شيخ الجالية البرماوية ما يُقال إن أغلب تلك الزواجات ليست نظامية، وقال: إن أغلبها نظامي, وهناك أسرٌ تعيش مع بعضها منذ سنوات والنظام يسمح بزواج السعودي من المرأة البرماوية, بشرط ألا يكون عسكرياً, وأن يحضر موافقة من وزارة الداخلية.
واستطرد “أبو الشمع” قائلاً: هناك حالات غير نظامية يقارب عددها ٢٠٠ حالة زواج, وتم الرفع بها مع حالات تصحيح الأوضاع, وفقاً لتوجيهات أمير منطقة مكة المكرّمة السابق الأمير خالد الفيصل، ومن المنتظر أن يتم منحهم الموافقة الرسمية.
وأكّد شيخ الجالية البرماوية أن هناك توجيهات صدرت بقبول أبناء البرماويين في المدارس الحكومية من دون القيود التي كانت تُفرض سابقاً؛ مؤكداً أن هذه الخطوة من شأنها أن تُسهم في رفع مستوى الاندماج, بين أبناء الجالية البرماوية مع إخوانهم السعوديين.
وختم أبو الشمع عبد المجيد، بتقديم الشكر الجزيل للحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والمسؤولين كافة، على ما قدّموا من أعمالٍ جليلةٍ لأبنائهم من الجالية البرماوية، واعداً بأن يكون أبناء البرماويين لبنةً صالحةً في المجتمع السعودي المسلم.