ذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، الثلاثاء، أن تقارير عدة تفيد بأن القوات الروسية تعاني من مشكلات كبيرة في النواحي اللوجستية فضلا عن تدني الروح المعنوية، بعد أن قوبلت بقتال شرس من طرف الأوكرانيين.
ويؤكد الكرملين بأنه مستعد لوقف هجومه في أي لحظة بمجرد استجابة كييف لقائمة من المطالب، بما في ذلك الاعتراف باقتطاع شبه جزيرة القرم، والاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين جمهوريتين مستقلتين.
وهذا أوضح بيان من جانب روسيا لشروط إنهاء الحرب، فهل يفكر بوتن إذن في استراتيجية خروج روسيا من أوكرانيا؟ وهل الحملة العسكرية متعثرة؟ يقول خبير الصراعات والأمن، كريس توك، إنه من الواضح “أن الحرب التي يخوضها الروس لم تكن مثل تلك التي توقعوها”.
أداء الروس سيء
واعتبر الخبير البريطاني أن أداء الروس “سيء ” في الحرب، فمن المفترض أن تكون هذه عملية سريعة وحاسمة للغاية، في حين أن الوضع على أرض الواقع مغاير لما توقعوا ولم يكونوا مستعدين له.
وقال: “لم يتم إعدادهم من حيث اللوجيستيات أو القيادة والسيطرة أو ترتيبات الحرب المشتركة أو حجم القتال الذي يتعين عليهم المشاركة فيه”.
وأضاف : “على عكس ما يجادل به بوتن، أي أن كل شيء يسير وفق ما هو مخطط له، من الواضح أنه ليس كذلك”. ما هي خيارات بوتن إذن؟
خيارات بوتن
يقول توك، الباحث في الاستراتيجيات التي تنهي الحرب، إن لدى بوتن الآن 3 خيارات بعد فشله في السيطرة على أوكرانيا بسرعة.
الخيار الأول: تصعيد العمل العسكري بما في ذلك الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية أو النووية، مشيرا إلى وجود عناصر تشير إلى ذلك، مثل تزايد استخدام القوة النارية. واستبعد الخبير البريطاني استخدام الأسلحة الكيميائية أو النووية، فهذا يرجع إلى حديث بوتن بأن الروس والأوكرانيين “شعب واحد”.
الخيار الثاني: خطة أناكوندا يقول توك إن بوتن ينتهج حاليا استراتيجية “التمدد” من خلال تنفيذ عمليات عسكرية منهجية لتطويق مراكز المقاومة الرئيسية والأمل في كسر الروح المعنوية الأوكرانية. واعتبر أن هذا الأسلوب نوع من استراتيجية “أناكوندا”، مشيرا إلى الخطة العسكرية التي تم وضعها في الحرب الأهلية الأميركية، وتتضمن حصارا، وجرى تشبيهها بـ”أناكوندا”، الأفعى التي تخنق ضحيتها.
الخيار الثالث: التفاوض على اتفاق سلام يقول توك إن التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض غير مرجح في هذه المرحلة “لأن بوتن قد ربط نفسه بشدة ، من الناحية السياسية، بنجاح هذه العملية”. ويضيف الخبير أن قبول أي شيء أقل من مطالبه الكاملة سيكون “ضربة كبيرة لهيبته”.