توقعت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن يجبر برنامج “الجينوم البشري” المجتمع السعودي على وقف تقليد الزواج من الأقارب، حال تم اكتشاف أمراض تتوارث بين الأجيال بسبب هذا النوع من الزيجات.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير أنه عندما تكون هناك صلة قرابة بين الأب والأم، قد يكونوا حاملين لتشوهات جينية، ويعزز ذلك خطر أن يرث طفلهم اضطرابًا.
من جهته قال سلطان السديري، الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي إن الزواج القبلي، وخاصة بين أبناء العمومة، يجعل الجينات الضعيفة أقوى، ومن ثم يزوّد احتمالات أن يحملها الأبناء.
وأضاف التقرير الأمريكي أن السعودية لديها واحدة من أعلى معدلات زواج الأقارب في العالم، إذ أن حوالي 55% من الزيجات السعودية تجري بين الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية، أو أقارب أكثر بعدا، وفقا لبيانات الحكومة في عام 1995 وخلال الفترة بين عامي 2004 و2005، وفي بعض مناطق المملكة، تصل نسبة زيجات الأقارب إلى 30%.
في السياق نفسه، أشادت صحيفة “وول ستريت” بالعلماء السعوديين، حيث ذكرت إنهم يعطون دفعة في مجال تتبع جينات الأمراض واعتبرتهم ضمن العلماء الأكثر حرصًا بالعالم في مجال التسلسل الجيني، مستهدفين الوقاية والعلاج من الأمراض.
كما لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الجهود المبذولة في السعودية بمجال التسلسل الجيني تعد واحدة من الأكثر على مستوى العالم.
كما ورد بالتقرير أن المملكة ابتليت بأمراض لها جذور وراثية، حيث يعاني 8% من الأطفال من أمراض وراثية مزمنة مثل التليف الكيسي أو الثلاسيميا، وهو اضطراب في الدم، والتي تعزوها بعض التقديرات إلى تقليد الزواج بين أبناء العمومة أو الأقارب.
كانت المملكة أطلقت بمساعدة شركة لايف تكنولوجيز كوروبوريشين الأمريكية برنامج الجينوم البشري، بهدف تحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المزمنة في المملكة، حيث سيركز البرنامج عبر 10 مراكز في المملكة على البصمة الوراثية لمئة ألف جينوم بشري خلال الخمسة أعوام المقبلة ودراسة جينات السعوديين، وأشارت الشركة إلى أن خمسة مراكز أخرى سيتم إنشاؤها في وقت لاحق، كلها بهدف معرفة المزيد عن الأمراض التي تصيب أغلب السعوديين.
كما يريد الباحثون معرفة المزيد عن العوامل الجينية التي قد تلعب دورا في تفاقم معدلات السكري من النوع 2، والذي يصيب حوالي 32% من السعوديين الكبار، وارتفاع ضغط الدم، الذي يؤثر على 33% من المواطنين، والأمراض المزمنة الأخرى.
يُشار إلى فريقًا مشتركًا سعوديًا صينيًا يعمل تحت إشراف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تمكن من فك الشفرة الوراثية لشجرة النخل، وأشرفت المدينة كذلك في وقت سابق على فك الشفرة الوراثية للجمل العربي.