تزدان مزارع جازان خلال هذا الشهر بـ”الخضِير” الذي يكسيها رداءً أخضر بلون سنابله؛ حيث يأتي المسمى مستمداً من لون حبوب الذرة حين تقطف وهي أقرب إلى الخضرة في أول مراحل النضج.
ويحتل الخضِير مساحة كبيرة من اهتمام أهالي منطقة جازان لذائقته اللذيذة خاصة وأن حبوب الذرة تقطف وهي طرية وسهلة الطحن؛ لذا فإن كثيرًا من المزارع في محافظات منطقة جازان المختلفة في صبيا، وبيش، وأبوعريش، وضمد، وصامطة، وأحد المسارحة، والدرب، والموسم والمراكز والقرى التابعة لها تشهد وفرة في محاصيل الذرة التي تمتلئ بها حقول المزارعين خاصة القريبة من الطرق الرئيسية في العديد من المواقع والتي تسترعي معها اهتمام الأهالي والزائرين، للوقوف وشراء منتج جازان من الذرة الطرية “الخضِير”.
ويعرض الخضيِر للبيع في تلك المواقع على شكل حزم متوسطة الحجم تراوح أسعارها بين 20 و30 ريالاً للحزمة حسب نوعية الخضير والكمية المتوافرة في كل حزمة من سنابل الذرة، أو على شكل حبوب تم فصلها عن سنابلها ليباع الكيلو من الذرة البيضاء بـ 30 ريالاً ومن الذرة الحمراء بـ 25 ريالاً، نظرًا للإقبال والجودة التي عرفت بها الذرة ذات اللون الأبيض .
ويشكل الخضيِر واحداً من أهم الوجبات الغذائية الموسمية التي يحرص أهالي منطقة جازان على تناولها مع مواسم حصاد حبوب الذرة، التي تتكرر أربع مرات في العام، حيث يتذوقونها مع موسم جني الذرة بطرق طهي مختلفة، تجيدها ربات المنازل في جازان لتزين موائد الطعام لديهم فيما تتم عملية التحضير للخضِير كوجبة غذائية بطرق مختلفة.
من جهه أخرى، رعى أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر حفل افتتاح مهرجان “عذق” الثاني للذرة الرفيعة والنباتات العطرية الذي تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة ضمد بالشراكة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وبلدية ضمد ومجلس الجمعيات التعاونية والجمعية التعاونية للتسويق الزراعي وجمعية البر الخيرية بالمحافظة.
وفِي مستهل الحفل، قام الأمير بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المهرجان، ثم تجول والحضور بالمعرض الزراعي والجهات المشاركة بالمهرجان، مستمعاً لشرح مفصل من محافظ ضمد الدكتور خفير العمري، عمّا يضمه من منتجات ومعروضات تحاكي تاريخ الزراعة قديماً في ضمد، والتعريف بجهود المزارعين في المحافظة على زراعة الذرة وطرقها ومواسمها، وموسم الخضير وهو قطف حبوب الذرة الخضراء الطرية، إضافة إلى زراعة النباتات العطرية كالفُل والكادي والخطور والشيح والبعيثران والنرجس والنعناع والحبق.
ودشن أمير منطقة جازان ، مبادرة “زراعة 1000 شجرة بضمد” التي ينفذها فرع وزارة “البيئة” بمنطقة جازان بالتعاون مع محافظة ضمد ولجنة التنمية الاجتماعية، وذلك ضمن مبادرة “لنجعلها خضراء” مستمعاً إلى شرح من مدير فرع البيئة والزراعة والمياه بالمنطقة المهندس محمد آل عطيف عن المبادرة الخضراء التي أطلقت في المحافظة .
وأكد خلال الحفل قدرة المنطقة على تسويق وتحسين منتجاتها، واستغلال الميزة النسبية التي تتمتع بها للارتقاء بتلك المنتجات، مشيراً إلى أن منطقة جازان أضحت سلة غذاء وعطاء بالمملكة وشهدت تنوعاً في المحاصيل الزراعية، منوهاً في هذا الصدد بما تمتاز به المنطقة من مقومات زراعية في السهل والجبل، وما عرفت به من منتجات ذات جودة عالية.