تحتفل المملكة باليوم الوطني، وهو الذكرى الواحد والتسعين لتوحيد البلاد تحت راية واحدة، وتوحيد القلوب، وجمع الكلمة، ووحدة الصف، ونبذ الفرقة والاختلاف، بفضل الله ثم بفضل الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين.
وتبتهج اليوم بذكرى إعلان توحيد البلاد، وتغيير اسمها لتكون “المملكة العربية السعودية”، وليكون لقب حاكمها “ملك المملكة العربية السعودية”، وقد مضى على ذلك الإعلان واحد وتسعون عامًا حتى اليوم.
وسبق ذلك مرحلة معارك التوحيد التي استمرت اثنين وثلاثين عاماً، بدأت بدخول الرياض في الخامس من شوال 1319هـ، تلاه معركة الدلم وبقية معارك العارض وسدير، ثم معارك القصيم حتى انضمامها لكيان الدولة، تلاه دخول الأحساء 1331هـ، ثم دخول عسير 1338هـ، ثم دخول حائل 1340هـ، ثم دخول مكة 1343هـ وتلاه حصار جدة ثم دخولها 1344هـ، وأخيراً كان انضمام جازان وصبيا وما يتبعهما بعد أن أسند الإدريسي جميع أمور بلاده إلى الملك عبدالعزيز عام 1349هـ لتنضم إلى كيان الدولة.
تخلل ذلك وتلاه حماية كيان الدولة من المتمردين، ومن الطامعين فيها من الدول الأخرى، فقد رسمت حدود هذه الدولة المباركة بدماء المخلصين الذين بذلوا أرواحهم فداء لثراها.
وسبق هذه الدولة المباركة بقرون تأسيس الدرعية على يد الأمير مانع بن ربيعة المريدي جد أسرة آل سعود لتكون بذرة مباركة كان ما نحن فيه اليوم من ثمراتها، وقد مر على ذلك 593 عاماً، فتتابعوا على إمارتها حتى استقبال الإمام محمد بن سعود للإمام العالم محمد بن عبدالوهاب 1157هـ، ليتعاهدا على نصرة الدين ومحاربة البدع، وكان ذلك بداية نشأة الدولة السعودية الأولى ليتتابع عليها الإمام محمد بن سعود، ثم ابنه الإمام عبدالعزيز، ثم ابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز، ثم ابنه الإمام عبدالله بن سعود، لتسقط في زمنه الدولة السعودية الأولى.
ولم تمضِ سبع سنوات حتى قامت الدولة السعودية الثانية على يد بطل من أبطال آل سعود وهو الإمام تركي بن عبدالله بن الإمام محمد بن سعود، فطرد المحتل ووحد البلاد، وخلفه ابنه الإمام فيصل، ثم أبنائه الأئمة عبدالله وسعود وعبدالرحمن، لتسقط الدولة بعد التفكك.
ولم يمضِ عشر سنوات حتى قامت الدولة السعودية الثالثة على يد صقر الجزيرة العربية وبطلها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.
في هذا اليوم نستذكر تضحيات أبطال التوحيد، الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين، وما قدموا في سبيل هذا الوطن، فندعو لهم ونخلد ذكرهم ومآثرهم ونفاخر بها، رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء.