– لما السليمان: سيّدات جدة لم يفشلن في الانتخابات بل الفشل كان في سقف التوقعات الموضوعة
– سارة العابد: على المرأة مواصلة العطاء والعمل حتى تثبت أنها قادرة على كسب الأصوات الانتخابية
– عبد العزيز قاسم: عدم حصول السيّدات على مقعد في عضوية الغرفة التجارية رِدة وانتكاسة لمسيرة المرأة السعودية
– عبد الله بن محفوظ: السيّدات لم يفشلن في انتخابات الغرفة التجارية بل حصدن أصواتاً أعلى من 20 تاجراً وصناعياً
أدَّى التعثر الذي مُنيت به سيدات الأعمال في انتخابات الغرفة التجارية والصناعية في جدة التي تعد من أهم وأقدم الغرف التجارية السعودية، مع وجود أكثر من تسعة آلاف سيدة أعمال يملكن سجلات تجارية، إلى إثارة الكثير من الاستفسارات بين أوساط الناخبات والمرشحات اللاتي وجدن أن الثقافة، والولاءات، والثقافة المجتمعية لعبت الدور الأبرز في تراجع المرأة لتأتي نتائج الدورة الأخيرة الحادية والعشرين مخيبةً لآمال نساء جدة اللاتي راهنَّ على فوز المرأة، وثمة من يرى أن فشل المرأة بات رِدة وانتكاسة، إلا أن هناك الكثيرين وجدها خطوة مهمة وناجحة مؤكدين أنها ليست صراعاً بين الرجل والمرأة.
تم تسلَّيط الضوء على النتائج الأخيرة لغرفة التجارة والصناعة في جدة والجدل الحاصل.
أعضاء جدّد
كان وزير التجارة والصناعة توفيق بن فوزان الربيعة، قد أصدر قراراً بتعيين أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة للدورة الأخيرة الحادية والعشرين، وكان من بينهم سيدتا أعمال هما لما بنت عبد العزيز عبد الله السليمان، وسارة بنت عبد الله البغدادي، حيث اتصلت “سبق” هاتفياً بالسيدة لما السليمان التي تحدثت حول الانتخابات وأجوائها وحول الكلام الذي رُدِّد في فشل المرأة هذه الدورة، مبينةً أن سيدات جدة لم يفشلن في الانتخابات، بيد أن الفشل كان في سقف التوقعات الموضوعة، وتابعت “السليمان” إن سيدات جدة دخلن الانتخابات التي تُعد الأقوى، وكان هناك 40 رجلاً ولم يفز منهم سوى 6.
و أن معركة الانتخابات ليست لعبة رجل وامرأة، وإنما كانت تنافساً شديداً بين مختلف الفئات، والمرأة أثبتت نجاحاً باهراً، واستطاعت أن تخضع للانتخابات بشكل جيد، لافتة إلى أن المرأة بدأت تنافس بشكل أفضل في ثالث دورة لها في الانتخابات، ومن غير المنطقي أن تقارن منافستها حديثة الولادة بمنافسة الرجال في دورتهم الحادية والعشرين.
ولكن استطاعت الناخبة أن تدخل إلى بيوت التجار الكبار، وكثير منهم انتخبوها، مؤكدة أن الولاء من الأشياء التي زادت من الصعوبة على المرأة والرجل، وأن التطور لا يأتي إلا بالمشاركة، والمرأة الآن على خبرة وثقة بنفسها بشكل أكبر، وهو ما سيؤهلها بشكل أفضل للدورة القادمة.
ثقافة عامة
أكّدت سيدة الأعمال “سارة العابد”، لـ “سبق”، ضرورة مواصلة المرأة العطاء والعمل؛ حتى تثبت أنها قادرة على كسب الأصوات الانتخابية، وأن انتخابات الغرفة التجارية ليست صراعاً بين الرجل والمرأة، وإنما هي انتخابات بين فئات مختلفة والناخب يختار مَن يمثله بغض النظر عن النوع، وفي ردِّها على سؤال “سبق”، حول ثقافة الانتخابات في الغرف التجارية، أجابت “العابد”: أصبح بالفعل هناك ثقافة انتخابات موجودة، وعلى الغرف التجارية أن تهيئ المجتمع وتعمل على نشر ثقافة الانتخاب، ولكن الآن والأهم هو على مَن دخل المجلس بالفعل عليه السعي لتحقيق احتياجات الأفراد، وطالبت بضرورة وضع استراتيجية للعمل على أساسيات ومحاسبة، متسائلة: لماذا لم يتم تفعيل نظام الحوكمة إلى الآن في الغرف التجارية؟ على أن تكون هناك جهة تشريعية تشرف عليه وتراقبه، مؤكدة في نهاية حديثها أن الغرفة التجارية ليست نادياً للتجار، والكفاءة هي المعيار، ولكل تاجر وتاجرة أن يساعدا على تطوير الأداء داخل مدينة جدة.
تفكير قاصر
من جهته، اعتبر الإعلامي والكاتب في صحيفة “الوطن” الدكتور عبد العزيز قاسم، عدم حصول السيدات على مقعد في عضوية الغرفة التجارية؛ تراجعاً لمسيرة المرأة السعودية، مرجعاً ذلك لعدم إيمان أغلب المجتمع بقدرة المرأة السعودية على تسلُّم القيادة، وقال: ما زال يسيطر على المجتمع التفكير القاصر تجاه المرأة ودورها، ويظهر ذلك جلياً في هذه الانتخابات، وأي انتخابات تُجرى على الإطلاق، حتى بين فئة المثقفين.
وعزا “قاسم” فشل النساء في عضوية غرفة جدة، إلى عدم اهتمام شريحة كبيرة بالانتخابات في الأعوام السابقة، وهيمنة التكتلات على انتخابات الغرفة التجارية، متوقعاً فوز شريحة معينة في أيِّ انتخابات قادمة، ووجَّه حديثه لمَن ينادي بالانتخابات، قائلاً: إن المجتمع حالياً غير مؤهل بالكامل لإجراء انتخابات، وثقوا بأن أيَّ انتخابات ستفوز بها تكتلات معينة، وطالب في ختام حديثه بأن تصبح نصف المقاعد في الغرفة التجارية عن طريق التصويت، ونصفها الآخر عن طريق التعيين، فهذا أفضل للوطن في هذه المرحلة.
نظام الانتخابات
فيما اختلف عضو مجلس إدارة غرفة جدة الدكتور عبد الله بن محفوظ مع ما قاله الكاتب عبد العزيز قاسم، موضحاً أن السيدات لم يفشلن في انتخابات الغرفة التجارية، بل حصدن أصواتاً أعلى من 20 تاجراً وصناعياً، بيد أنهن لم يصلن للمراتب الـ 12 المطلوبة، وشرح، لـ “سبق”، نظام الانتخابات، قائلاً: تعتمد الانتخابات في النهاية على أعلى الأصوات للاختيار؛ 12 مرشحاً للسيدات، نافسن 8 مرشحات، فحدث تفتيت أصوات عليهن، ومع ذلك استطاعت رانيا سلامة، وفاتن بندقجى، وسارة العايد الحصول على أصوات أعلى من 20 تاجراً وصناعياً.
وأوضح “ابن محفوظ” أنه لو تم اختيار الأسماء المذكورة، لاجتمعت عليها أصوات النساء، وحصدن مقعداً في مجلس الإدارة، معتبراً منافسة المرأة القوية في جدة، ونجاحها في حصد أصوات عالية إنجازاً رائعاً، بيد أنه لم يساعدها على عضوية مجلس الإدارة، وقال: لو دخلت سيدة الأعمال سارة العابد، في فئة الصُناع بحكم ملف زوجها الصناعي؛ كان يمكن ضمّها في مجلس الإدارة، وفوزها