ظهر السعودي أحمد الشايع المعروف باسم “الانتحاري الحي”، مجددًا في سوريا عقب اختفائه نوفمبر الماضي من المملكة، ليعلن انضمامه لصفوف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى فعالية جهود إعادة التأهيل التي سبق وأن خضع لها “الشايع”.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية، عن صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير مطول أفردته لرصد محطات “الشايع” قولها إن “الشايع أصبح الشخصية الأبرز للتجربة السعودية لإعادة التأهيل والتي كان من أهدافها المحورية إثناء الشباب السعودي عن الانضمام لتنظيم القاعدة.
“الشايع” سبق وأن قاد ناقلة وقود مفخخة في العراق ونجا من العملية الانتحارية التي قام بها ثم نبذ العنف وأصبح يقود حملة ليحذِّر مواطنيه من مخاطر العمل المسلح، حيث ظهر بوجهه المحترق ويديه المهترئتين، ليكون تحذيرا حيا للشباب السعودي من مخاطر العمل المسلح وغدر تنظيم القاعدة، الذي قال إنه خدعه حتى يقود الناقلة المفخخة، وهي العملية التي قتل فيها 12 شخصًا عام 2004.
وأضاف التقرير إن “الشايع”: “لم يكن المتمرد الشهير الوحيد الذي عاد إلى القاعدة، فأعلن منذ 4 سنوات سعيد علي الشحري نائبًا لزعيم تنظيم القاعدة في اليمن، وكان سجينًا سابقًا في معتقل غوانتانامو تم تسليمه أيضا للسعوديين في إطار برنامج التأهيل، وضم برنامج إعادة التأهيل المئات من الشباب السعودي المنخرط في العمل المسلح، وكان يجري إعادة تعليمهم في السجون ومراكز إعادة التأهيل، ضمن خطة لوزارة الداخلية متاحة للمعتقلين الذين يبدون الرغبة في نبذ التطرف.
واحتجزت القوات الأمريكية “الشايع” في سجن أبو غريب بالعراق بعد الهجوم ثم رحل إلى سجن الحائر بالرياض، حيث قال لرجل دين كان يزوره إنه راجع نفسه ولفظ أفكاره المميتة.
وقال حينئذ إنه تمَّ خداعه، فعلى الرغم من علمه بذهابه لمحاربة الأمريكيين إلا أنه أكَد جهله بشأن احتواء الناقلة على متفجرات.
وفي عام 2007، شرح رفضه للعمل المسلح في مقابلة نظمتها الحكومة السعودية مع وسائل الإعلام الغربية.
“الشايع” تمَّ تجنيده لأول مرة في بلدته بريدة وكان عمره 19 عامًا حينها، وقال: “بدأ صديقي يحدثني عن العراق، وكيف يتم قتل المسلمين هناك، وعن واجب الذهاب للجهاد هناك”، مضيفا: “كان هناك فتاوى وأقراص مدمجة يصدرها رجال دين سعوديون وعراقيون للدعوة للجهاد”.