أكد الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) أن تداعيات التغيرات الجارية في المنطقة العربية تستحث المانحين لتبني توجه يجعل مكافحة الفقر بالتمويل الأصغر محوراً رئيساً في نشاطاتها، وحفز الدول التي تتلقى المعونات لإفساح المجال أمام التمويل الأصغر.
ودعا مسؤولي مجموعة “العون العربي” إلى ربط المعونات والمنح بضرورة إعداد استراتيجيات لمكافحة الفقر، وسَنِّ التشريعات والنظم التي تُشجِّع تمكين الفقراء ودمجهم في النظام المالي، وبالتالي تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقال الأمير “طلال” في كلمته للجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الدوري الثالث والسبعين لمجموعة التنسيق لمؤسسات وصناديق “العون العربي”، التي بدأت في الرياض اليوم الثلاثاء، إن الشراكة التنموية لـ”مجموعة العون العربي” تتقدَّم خطوات كبيرة من خلال تنسيق المواقف في المحافل الدولية، وتوحيد الرؤى في التعاطي مع القضايا التنموية.
وأضاف أن هذا التنسيق يجعل قيمة أكبر للعون العربي، ويعمق تأثيره التنموي، في ظل الإشكالات العديدة والتحديات التي تهز مجتمعات وتؤثر في استقرارها، خاصة في منطقتنا العربية.
وأوضح رئيس “أجفند” أن اقتسام الهموم التنموية، وترسيخ التفاهم وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين أعضاء المجموعة زاد التراكم المعرفي في مجال التنمية بين مؤسسات “العون العربي” بما يؤكد الدور الكبير للمجموعة في دعم التنمية على مستوى العالم.
وأطلع في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن سموه المدير التنفيذي لأجفند، ناصر بكر القحطاني، أعضاء مجموعة العون العربي وأصدقاء المجموعة على تطور مبادرته لمكافحة الفقر من خلال التمويل الأصغر، وتأسيس بنوك الفقراء.
وقال: إن أجفند استطاع منذ عام 2006 تأسيس سبعة بنوك للفقراء في كل من: اليمن، والبحرين، وسوريا، وسيراليون، ولبنان، والسودان، وفلسطين. والعمل جار لاستكمال تأسيس ثلاثة بنوك جديدة خلال عام 2014، في كل من الفلبين، وتونس، وموريتانيا.
ولفت إلى أن إجمالي المستفيدين من بنوك أجفند بلغ أكثر من مليون وأربعمائة ألف فقير.
واستطرد الأمير “طلال” موضحاً أن مبادرة بنوك الفقراء تحديداً لا تهدف فقط إلى إنشاء بنوك للإقراض الأصغر، بل التأسيس لصناعة التمويل الأصغر وفق الأصول والمعايير التي تحرص على أفضل التطبيقات، بمعنى الدمج الحقيقي للفقراء في العملية المالية.
وقال الأمير “طلال”: “إن التوجه التنموي الذي نتبنَّاه في تأسيس بنوك الفقراء يعتمد بصورة أساسية على التحالفات الاستراتيجية، مع الجهات التي تشاطرنا الهدف التنموي، فبنوك أجفند منذ بداية المبادرة قدمت أكثر من 224 مليون دولار قروضاً، في حين أن استثمارات أجفند فيها لا يتجاوز 13 مليون دولار”.
وأعرب عن شكره لمؤسسات مجموعة العون العربي التي عزَّزت توجُّه أجفند، ولفت الأمير “طلال” إلى إسهامات كل من البنك الإسلامي للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، في دعم جهود أجفند لتوسيع مظلة بنوك الفقراء.
ودعا مؤسسات “مجموعة التنسيق”، التي تسمح لوائحها، إلى الشراكة مع أجفند في مبادرة بنوك الفقراء.
ووجَّه خطابه إلى البنك الدولي، والوكالة الألمانية للتنمية، ومنظمة بيل غيتس، قال رئيس أجفند: “ندعو أصدقاء المجموعة لدعم هذا التوجه في المنطقة، ونحن على استعداد للتعاون معكم خارج المنطقة، وفق معايير المجموعة وأولوياتها”.
وأطلع الأمير “طلال” أعضاء مجموعة “العون العربي” على التحالف التنموي الجديد الذي أسسه “أجفند” لتدريب 100 ألف شاب وشابة في مجال الريادة والتمكين ومكافحة الفقر.
وقال إنه يتوقع أن يُفضي هذا التحالف الدولي ـ الإقليمي ـ المحلي (بين أجفند، والمنظمة الدولية للشباب، والجامعة العربية المفتوحة، وبنوك أجفند، إلى آفاق جديدة من التعاون والشراكة.