نجا طفل في الثانية عشرة من عمره بمحافظة العارضة- شرقي منطقة جازان، أمس، من لدغة ثعبان سام كانت تنتظره لولا لطف الله؛ حيث عُثر عليه مصادفة في سريره؛ وذلك قبل خلوده للنوم بوقت قصير حيث تسلل الثعبان إلى داخل المنزل.
وجاءت الحادثة بعد أشهر قليلة من وفاة طفلة بقرية أبو العشرة جنوبي المحافظة متأثرة بلدغة ثعبان أسود سام؛ حيث لفظت أنفاسها قبل وصولها للمستشفى مسجلة مأساة لأسرتها.
وقال أحد السكان، إنه عثر على اثنين من الثعابين داخل منزله في أقل من عشر ساعات غير التي يجدها خارج أسواره بسبب كثافة الحشائش والأشجار والتضاريس الصخرية، فيما ناشد السكان الجهات المعنية التدخل لمكافحة الأفاعي من المناطق المحيطة بالمنازل لمنع تسجيل حالة جديدة ولاسيما الأطفال.
من جهته، أكّد الباحث في الحياة الفطرية محمد اليوسفي، أن الثعبان الأسود الخبيث يعد الأشد سمّية والأخطر بين أنواع الثعابين التي تُوجد في المملكة، وأن بيئة هذا النوع هي المناطق الصخرية في جنوب غرب المملكة.
وقال إن مصادر علمية ذكرت أن عيّنات محدودة منه قد سُجلت في مواقع أخرى في الزلفي والدرعية وحائل والدوادمي وعنيزة.
وأضاف: “الثعبان الأسود نوع يختلف عن ثعبان الصل الأسود ويفرق عنه بأنه أصغر حجماً منه وأقصر بينما الصل أضخم ورأسه أكبر من الخبيث مع التأكيد على أن سم الصل أيضاً شديد الخطورة”.
وبيّن “اليوسفي”؛ أن مركز إنتاج الأمصال واللقاحات في المملكة سبق أن تبيّن له من رحلاته الميدانية وجود ارتباط بين الصل والضب إذا يكمن عادة في جحورها ولهذا يحذّر الذين يجازفون بصيد الضب من مغبة إدخال أياديهم في جحورها.
وتابع: “في بيئات المملكة أنواع أخرى سامّة جداً أشهرها الأفعى المُقرّنة (أم جنيب)، والكوبرا العربية، وأفعى السجاد الشرقي (الرقطاء)، والأفعى النّفّاثة (النوّامة)”.
وأوضح: “كما توجد أنواع أقل منها سميّة متفاوتة بين متوسطة وضعيفة السميّة كثعبان أبو العيون (الكوبرا الكاذبة، الحفّات) وثعبان أبو السيور (الزّاروق) والثعبان شبيه القط (ثعبان الجدران)”.
وواصل: “توجد أيضا ثعابين غير سامّة مثل الثعبان الدّفّان (الدّسّاس) والثعبان الأرقم والثعبان الصخري والثعبان الأنيق”، وزود “اليوسفي”؛ بصور التقطها بعدسته لأبرز هذه الأنواع، ومدى سمّيتها وخطورتها.
وقال: “من الضروري لفت انتباه الذين يرتادون البيئات البرية والزراعية، إلى أن الثعابين غالباً ليلة المعيشة تخرج من بياتها الشتوي في مثل هذه الفترة كل عام باحثة عن غذائها، وسيتكاثر خروجها مع اشتداد الحر في أشهر الربيع والصيف ولهذا ينبغي أن يزداد الاهتمام بأخذ الاحتياطات المعروفة، خاصة إذا كان بصحبتهم صغار سن”.
وأردف: “من الاحتياطات لبس الأحذية والجوارب السميكة المناسبة والابتعاد قدر الاستطاعة عن النزول والمبيت قريباً من المواقع التي ترتادها الثعابين ليلاً مثل الأماكن التي تكثر فيها جحور فرائسها؛ كالقوارض والسحالي لأنها تنجذب إليها، وعدم العبث بتقليب الصخور وأكوام القش إذ تلوذ تحتها الثعابين وحمل عصا مناسبة لاستخدامها عند الحاجة”، مشيراً إلى أن الثعابين تبتعد عن الإنسان لكنها تهجم بضراوة دفاعاً عن نفسها، ولهذا من العبث أن يدعي بعضهم الشجاعة والاستعراض بالإمساك بالثعابين مهما كان نوعها.
وأوصى “اليوسفي”؛ مَن يروّجون للطرق الشعبية لمعالجة لدغات الثعابين، بأن يعيدوا حساباتهم لأن المصادر العلمية والمتخصصين يؤكدون أنها غير مجدية ولا علاج للدغات الثعابين السامّة إلا بالذهاب إلى المستشفى لأخذ المصل المناسب بعد اتخاذ خطوات الإسعافات الأولية الصحيحة في الميدان التي يؤكّد عليها المرجع المعتبر في نشراته وهو المركز الوطني للأمصال واللقاحات.