استبعد خبراء إسرائيليون أن يؤدي التقارب بين إيران و الغرب إلي تخلي السعودية عن مواقفها المعروفة من تل أبيب ، مشيرين إلي أن الدولة التي أشهرت سلاح النفط في وجه الغرب كله خلال حرب أكتوبر 1973، لا يمكن أن تتنازل بسهولة عن دعمها للفلسطينيين ، للرد على تنامي الخطر الإيراني .
ورأي المحلل السياسي دوري جولد، عبر تقرير نشره في صحيفة ” إسرائيل اليوم ” أنه في ضوء الدور التاريخي للسعودية في النزاع العربي – الإسرائيلي، تبدو فكرة تحالف سعودي – إسرائيلي غير معقولة ، داعيا من يتحدثون عن تحالف إسرائيلي مع المملكة لتذكر أن السعودية هي التي غيرت موازين القوى في حرب أكتوبر 1973 ، عندما أشهر الملك فيصل ( رحمه الله ) ، سلاح النفط في وجه الغرب حتى يتوقف عن دعم إسرائيل ، فضلا عن أنها ظلت أكثر الدول العربية دعما للانتفاضة الفلسطينية .
وقال جولد إن إسرائيل نجحت خلال عقد التسعينيات في تحقيق اختراقات سياسية في الخليج ، حيث فتحت لها مكاتب اقتصادية في قطر وعُمان، ولكنها فشلت في تحقيق مثل هذه الخطوة مع السعودية.
أما الكاتب ديفيد شايين، فقال في صحيفة “معاريف” – إنه بالتوازي مع عدم استقرار الأوضاع الناتجة عن الربيع العربي، يتعزز الوضع الاستراتيجي لإيران، موضحا أن اتفاق جنيف حقق لإيران رفع بعض العقوبات الاقتصادية ومنحها شرعية دولية، وهو ما سيجعل دول الخليج في معضلة كبرى، وبخاصة أن الحلفاء الغربيين – وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية – خيّبوا آمال تلك الدول الخليجية بعدم التدخل في الحرب في سوريا، وفي التوقيع على اتفاق “جنيف”، ويعلم السعوديون أنهم يحتاجون إلى حلفاء جدد لصد الخطر الإيراني.
و استبعد شابين أن تكون إسرائيل هي الحليف الجديد للسعودية ، مشيرا إلي أن المملكة تدرس الشراكة والتحالف الفاعل مع روسيا، على الرغم من أن روسيا تُعدّ السند الدبلوماسي لإيران في مسألتي: البرنامج النووي والأزمة السورية، إلا أن السعوديين يرون فلاديمير بوتين الرجل الأقوى على الساحة الدولية اليوم.
وأضاف: “مسألة تحالف السعودية مع إسرائيل غير ممكنة لأن المسألة الفلسطينية عقبة في طريقه، وكان سيسهل على السعوديين أمر المضي فيها، لو أن إسرائيل قبلت بالمبادرة السعودية لحل النزاع العربي – الإسرائيلي”.