أكد الشيخ محمد بن منصور بن منصور المدخلي محافظ محافظة الحرث، والمدير العام للتربية والتعليم لتعليم البنات بمنطقة جازان سابقاً الأمين العام لجمعية الأمير محمد بن ناصر للإسكان الخيري بالمنطقة، أن الدعوة التحريضية لإحداث فتنة تتزامن والخامس عشر من سبتمبر؛ ترتبط بسلسلة من أفعال وأعمال المؤدلجين بالفكر الضال، المتلبسين بلباس الإصلاح، والإصلاح من أقوالهم وشناعة تبرير مكائدهم براء.
وقال: هؤلاء أسرفوا في الافتراء امتداداً لافتراءاتهم السابقة المخزية التي كشفت كذبهم أمام وعي المجتمع المحب لدينه ثم مليكه ووطنه، بل يتبارى المواطنون بهبة رجل واحد في الوقوف ضد أي دعوات مضللة كجزء من عقيدة المواطن الذي يفخر بأنه يستمد مبادئه من تعاليم الشريعة الإسلامية.
قال سبحانه: (ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ). آل عمران: 105
وأضاف المدخلي: بالتأمل والاستقراء لفضل لزوم الجماعة و التمسك نجد أن هذا الأصل يعد من الأصول العظيمة التي ينبني عليها العديد من المصالح الكبرى، والتي شدد على لزومها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كما في قوله عليه الصلاة والسلام: ( يد الله مع الجماعة). رواه الترمذي، وقوله عليه الصلاة والسلام: ( من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) رواه مسلم.
وأكمل: إن مروجي الشائعات تفننوا في استغلال أدمغة الشباب؛ سعياً منهم في تأليبهم ضد دولتنا وولاة أمرنا ؛بشعارات براقة ثبت يقيناً زيفها ؛ وكذب منظريها فلا ذرة من إيمان لمن سعى إلى التحريض على الخروج عن الطاعة و نقض البيعة، فذلك العمل يتنافى و الأدلة الشرعية، و مقتضيات الأمن الفكري إنها دعوة انطلقت من أعداء منهج أهل السنة و الجماعة، و دعمت من قبل أعداء هذه البلاد، فماذا عسى العاقل أن يدرك من مدلولاتها إلا المكر و الكيد ؛ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وتابع: من هذا المنطلق أحث نفسي أولاً و جميع شرائح المجتمع من مثقفين وإعلاميين وأئمة مساجد وخطباء ودعاة وقضاة وأساتذة جامعات وعلماء، بالتحذير من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة، إذ المواطنون في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة، وعدم اختلاق الأزمات والنقد الهدام وإشاعة التحريض في نفوس العوام، مع الاعتراف بعدم الكمال، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت وفق ضوابط التعاليم الشرعية والأنظمة المرعية ؛ مع التشديد على أهمية تأصيل الخطاب الدعوي في معرض الرد على الشبهات الباطلة، التي يسعى أعداء الدين والعقيدة الصحيحة أن يلجو منها لأفكار النشء، في بلد التوحيد، والعقيدة الصافية الوسطية البعيدة عن الغلو.
وقال: إن واقع فشل هذه الفتنة التحريضية ليغرس في أنفس الجميع صور المحبة وطبيعة الجسد الْوَاحِد لكل مخلص غيور على عقيدته الوسطية الصحيحة ولكل محب صادق في وطنيته لبلاد التوحيد، وإننا في ذات الوقت لندرك تلك الكلمات العظيمة الصادقة التي قالها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله وغفر له – علينا أن ندرك جميعاً أننا مستهدفون في هذه البلاد المباركة، ولذا فأقلامنا وعقولنا وأرواحنا فداء لأمن هذه البلاد المباركة تقف صفاً واحداً مع رجال أمننا البواسل الذين سطروا أعظم صور ملاحم التضحية والشجاعة في الذود عن دينهم ثم وطنهم وولاة أمرهم وشعبهم، ولن يستطيع أعداؤنا مهما تنوعت أساليب مكرهم أن ينالوا منا بإذن الله ما دمنا معتصمين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، متيقظين ومستعدين للحقد الذي يتربص بشبابنا من قبل الأعداء ولكن الله لا يفلح كيد الخائنين.
واختتم: الله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يصلح ذات بيننا، ويهدينا سبل السلام، وأن يرينا الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدي ضال المسلمين، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد.