– توقف باصات “سعودي أوجيه” والشركات الكبيرة عن الحي كل صباح
سبب شغب “منفوحة”
– مشاكل الإثيوبيين تتراكم منذ سنوات والجهات الرسمية لم تجد لها حلاً
– عددهم تجاوز 750 ألفاً والخطر الحالي يكمن في أحياء “العزيزية” و”الدار البيضاء” وفي جنوب الرياض ووسطها
– أطالب بمحاكمة وزير العمل ونائبه “الحقباني” على قرارات وزارتهما غير الموقفة التي استفزت العمالة
– جرائم القتل والخطف والنهب دائماً تقيد ضد مجهول ولا يعترفون بالقانون السعودي
– أكل حقوقهم وانتهاء مهلة التصحيح وضغط الحملة الأمنية دفعهم لـ”اليأس”
– جرائمهم في الحي الدعارة والسرقة والقتل والسحر والمذاهب المنحرفة
– الرياض: يقول عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض فهد السبيعي إنه حذر منذ ثمانية أشهر من خطر تزايد أعداد الإثيوبيين في حي منفوحة؛ لأنهم “ما عاد تفرق معهم”، كما نبه من حدوث كارثة إنسانية في الحي نتيجة وجود 750 ألف متخلف إثيوبي، غير النظامي، يمارسون الجرائم والدعارة، والقتل، والسرقة، والخطف، ولا يعترفون بالقانون السعودي.
ويشير إلى أن السبب الحقيقي لـ”شغب منفوحة” هو حالة اليأس التي وصل لها أغلب العمالة الإثيوبية، وعدم رغبتهم في العودة لبلادهم، فالموت تحت أشجار إثيوبيا كالموت في شوارع “منفوحة”.
ويتناول الحوار معه العديد من المحاور حول تداعيات ما عرف بـ”شغب منفوحة”، الذي هز المجتمع السعودي أخيراً، وتعامل رجال الأمن مع الموقف بحكمة، محذراً في الوقت نفسه من وجود أحياء في جنوب الرياض ووسطها مهيأة لحوادث شغب مماثلة.. فإلى تفاصيل الحوار..
** أستاذ فهد السبيعي عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض، حذرت قبل ثمانية أشهر من حدوث شغب وتمرد من العمالة المتخلفة في منفوحة، ما هي العوامل التي دفعتك لهذا التحذير؟
هذا صحيح.. لقد طالبت بتصحيح أوضاع العمالة في منفوحة، والإحياء القديمة في الرياض، والتي يتواجد بها المتخلفون بكثافة، وكتبت عدة تقارير لإمارة الرياض، وخرجت في إحدى القنوات السعودية، وحذرت من هذا الوضع المأساوي من أن الإثيوبيين يتزايدون بشكل كبير، وأغلبهم لا يحملون إقامات نظامية، وحذرت كذلك من مشاكل حدثت، ومما قد يحصل من بعضهم وليس كلهم، وبعدها أتت الحملة التصحيحية الأولى، ثم تم التمديد ولم يتم تصحيح الأوضاع في الحي.
** لكن في المجلس البلدي لديكم صلاحيات لمعالجة هذا الخلل، فلماذا لم تتخذوا أي إجراء مبكر لمنع مثل هذه المشاكل؟
المشكلة كانت في كثرة أعداد الإثيوبيين في الحي بالتحديد، وبشكل كبير جداً، فقد تجاوزوا 750 ألف شخص، 90% منهم من غير إقامات، ونحن في المجلس حدود عملنا من طريق الملك فهد حتى الدائري الشرقي، ومن الدائري الجنوبي حتى طريق خريص، وقد حذرت عدة مرات دون نتيجة، حتى أنني التقيت بعض الأخيار في الحي من الدعاة الإثيوبيين أنفسهم أو “الأحباش” من جنسيتهم نفسها، ومنهم علماء ومشايخ، والحمد لله هناك أنشطة دعوية فاعلة لهم في الحي، مما قلل المشاكل، وحث على الهدوء والحفاظ على سمعة بلادهم حتى لا يضر أبناء بلدهم، كما أن انحصار مشاكلهم بينهم خفف من وجود خطرهم في الأحياء، وجعلها في دائرة مغلقة بينهم وتصفيات حسابات بينهم فقط.
** لكن ما هي أسباب “شغب منفوحة”؟ ولماذا الآن تحديداً بدؤوا حالة التمرد؟
السبب الرئيسي لـ”شغب منفوحة” هو وجود شركات كبيرة سعودية وغيرها مكلفة بتنفيذ مشاريع كبيرة في الرياض تلجأ سابقاً للاستعانة بالعمالة الإثيوبية من الحي، وتأخذهم إلى مواقع العمل، وبالطبع هم ليسوا على كفالة هذه الشركات، بل التعامل من الباطن، وكانت باصات الشركات تأتي للحي كل صباح، وتأخذهم بالآلاف لتنفيذ المشاريع الكبيرة، وبعد أن انتهت مهلة التصحيح الأخيرة ولم يستطيعوا تصحيح أوضاعهم توقفوا عن العمل، ثم جاءت الحملة الأمنية وضربت بقوة بعضهم، أيضاً كان لهم حقوق عند بعض الأفراد والشركات أو فيما بينهم لم يأخذوها، وهناك من أكل حقوقهم، قد يكون من الشركات أو المقاول أو رئيس العمال من جنسيات عربية أو من جنسيتهم ويتعاقد معهم للعمل في الشركات من أجل جلبهم للعمل في المشاريع، وبعض الأحيان كما قلت لا يعطيهم حقوقهم، فتحصل عمليات قتل لرئيس العمال أو خطف لأقاربه حتى يعطيهم حقهم.
** ما هي الشركات التي تشغلهم؟
“سعودي أوجيه” تشغلهم بالآلاف يومياً.
** بحكم اطلاعك.. هل يُبلغ أو يقبض على من يرتكب هذه الجرائم بينهم؟
للأسف لا.. فمرتكب الجريمة يختفي بينهم، وهم لا يبلغون عنه إما خوفاً منه أو من الجهات الأمنية، وبسبب عدم وجود أوراق رسمية لا يمكن اكتشافه حتى لو بلغ عنه، ودائماً جرائمهم تقيد ضد مجهول، ثم يأخذون حقهم فيما بينهم ولا يعترفون بالقانون السعودي.
** هل كانوا يعتدون على سكان الحي من السعوديين؟
ليس لسكان الحي من السعوديين أي علاقة بهم، ولا يتعرضون لهم من قريب أو بعيد.
** ذكرت تزايد أعداد الإثيوبيين في الحي بشكل كبير، فمن أين يأتون؟
يأتون عن طريق التهريب، وحوالي 90% منهم لا يحملون إقامات نظامية، وطريق دخولهم هي الحدود الجنوبية للسعودية، وتأتي معهم عوائل ونساء أغلبهن بلا محارم، ونسبة المتخلفين الإثيوبيين في الحي عالية جداً، والمشكلة تتراكم منذ سنوات ولا يوجد لها حل، وكنت قد ذكرت في أحد اجتماعات هيئة تطوير الرياض وأمام الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير الرياض السابق – رحمه الله- بحضور نائب الأمير محمد بن سعد، وأمين الرياض السابق بن عياف، وجود خطر شديد جداً على المجتمع من وجود هذه العمالة بهذا الشكل، ووجود الأعداد الكبيرة منهم من غير إقامات، فكان رد سموه أن السعودية يدخلها من الحدود الجنوبية يومياً أكثر من 2000 شخص، كما قدمت تقارير عن الوضع المأساوي للحي ولعدة جهات.
** وكم تبلغ أعدادهم “التقديرية” في حي منفوحة وحده؟
يتزايدون باستمرار، وفي “منفوحة” وما جاورها وحدها وصولوا إلى حدود 700 ألف أو 750 ألف إثيوبي، أغلبهم متخلف لا يحمل إقامة نظامية، وهم يسكنون في أي مكان وبأي طريق، ويسكنون عند أقاربهم ومعارفهم ممن يحملون إقامات أو ممن يزورون إقامات ويستأجرون بطريقة نظامية ومن ثم يؤجر على أقاربهم من بعد، وهم يتواجدون في حي منفوحة كاملاً من الشارع 20 حتى شارع 60 وشارع الطيف، والأعداد أكثر مما يتوقع بكثير في أحياء غبيراء، وعتيقة المجاورة وما حولها، لكن أغلبهم في منفوحة وبلا أوراق رسمية، وبعضهم هارب من كفيله.
** كيف بدأ “الشغب” وهل كان منظماً أم حالة عشوائية؟
كان عشوائياً.. بدأ بعد صلاة الظهر من شارع 20 مع تقاطع الفريان عند بنك الراجحي، وبدؤوا عمليات الشغب بقذف الحجارة، وتكسير زجاج أي سيارة سعودي يمر من الشارع، وإن وقف ونزل ضربوه ضرباً مبرحاً، واستمر الوضع حتى صلاة العصر، ثم وسعوا النطاق على شارع الفريان إلى شارع 60 والطيف، وجميع من مر عليهم من السعوديين تصبح حياته في خطر، وكانوا لا يتعدون على الأفارقة بل كل من لونه أبيض ينهبون أمواله ويعتدون عليه، وبعد صلاة العشاء تدخلت الجهات الأمنية، وسيطرت على الشغب، وحاصرت شوارع ومداخل الحي، وأعادت الأمور لوضعها الأمن المعتاد، وقد عالجت الجهات الأمنية الوضع بشكل حكيم، وفتحوا المجال للمتخلفين ليأتوا بأنفسهم ويسلموا للترحيل دون أي إجراءات قانونية، بل أصبح الأثيوبيون يطالبون بذلك، ويريدون السفر لبلادهم، والحقيقة كان هناك أعداد كبيرة منهم يريدون أن يصححوا أوضاعهم، ويسلمون أنفسهم لكن الزحام الكبير على الجوازات حال دون أن يتمكنوا من ذلك.
** يقال إنهم اعتدوا على سكان الحي السعوديين داخل بيوتهم.. أليس كذلك؟
لا.. لم يعتدوا عليهم داخل بيوتهم، بل السعوديون هم من اعتدى على “الأحباش” في منازلهم، وهذا خطأ، والشرع يحرم على المواطن ضرب أو التدخل للاعتداء على من لم يؤذه.
** لكنه كان دفاعاً عن النفس كما يتردد؟
ليس دفاعاً عن النفس، بل السعوديون أتوا من أحياء أخرى فزعة لمن في منفوحة، وهذا خطأ شرعاً، ولا يجوز لأي إنسان ذلك إلا الجهات المخولة أمنيا، وفيها الكفاية، وهي تقوم بعملها، وبعض المواطنين اعتدى على “الأحباش” في حين أن دورهم التبليغ فقط، وليس مهاجمة المنازل بحثاً عن الإثيوبيين، وليس دور المواطن مد اليد على الآخرين.
** هل وصول الإثيوبيين لمرحلة اليأس من تصحيح وضع إقاماتهم وعدم وجود عمل دفعهم لهذا التصرف؟
نعم.. استثارهم توقف العمل، والخوف من الشرطة، ووصولهم لمرحلة اليأس ولم يستفيدوا من هذه المرحلة.. وبالتالي أصبحت الحياة في بلادهم وفي السعودية واحدة، وأصبح الموت واحداً، وكما نقول بالعامية “ما عاد تفرق معهم”، فالموت تحت الأشجار بإثيوبيا يرعبهم، كذلك منهم من هو مجند من قبل جماعة “الحوثيين” اليمنية التي تهربهم إلى السعودية، فتخيل أن بعضهم يسكن الحي بمنزل فيه 60 إثيوبياً متكدسين بشكل مأساوي، والمنزل لا يحتمل ستة أشخاص، فالغرفة الواحدة يسكنها 3 أسر إثيوبية، وكانوا يوزعون أنفسهم بحيث منهم من ينام، وآخر يستيقظ للبحث عن عمل، وهكذا.
** ما هي الجرائم المعروفة عنهم في الحي؟
الدعارة، تصنيع الخمور، المضاربات، القتل والخطف، السرقة والهروب، وانتشار تعاطي الخمور، والسحر، والدعوات إلى مذاهبهم المنحرفة، وتنتشر بينهم جرائم القتل، والتصفيات الجسدية التي تبدأ في بلادهم وتنتهي في بلادنا، وآثار هذه الجرائم على أمن بلدنا كبيرة جداً.
** لماذا لم يتحرك المجلس البلدي طوال هذه الفترة لدرء خطر هؤلاء المتخلفين؟
لم نسكت، اتخذنا الكثير من المبادرات، وقدمنا الكثير من التقارير، وحذرنا في العديد من وسائل الإعلام، وأبلغنا الجهات الأمنية، والجهات الأمنية تحولها إلى وزارة العمل التي للأسف أفرزت قراراتها ثلاث مشاكل، هي أن الأعمال تتوقف، وتشويه سمعة السعودية والمضايقات التي قد يتعرض لها السعوديون في الخارج، وتأثر هؤلاء المرحلين من أعمال في معيشتهم ودخلهم، ونظام العمل في رأيي يجب أن يحمي صاحب العمل والعامل، وكثير من رجال الأعمال أصبح يفتح المصانع خارج السعودية في دبي وغيرها بسبب سوء أنظمة وزارة العمل، وعدم وضوحها.
** هل تتوقع حدوث أعمال شغب مماثلة؟
طالما لا يزال هناك متخلفون فالأحداث قد تتكرر، والحل في رأيي هو فتح باب الاستقدام لرجال الأعمال لجلب من يريد للعمل لديه فقط وفي تجارته حتى لا يضطر المواطن لتشغيل العمالة المتخلفة، والأفارقة يعانون من الجوع والفقر في بلادهم، ولا يمانعون من المخاطرة من أجل حياة أخرى قد يحصلون خلالها على عمل ودخل مالي، سواء وضعنا احتياطات أمنية أو لم نعمل.
** حذرت سابقاً من شغب منفوحة، الآن مما تحذر؟ وأين تعتقد أن الأمور قد تتكرر وفي أي الأحياء؟
الخطر موجود حالياً في وسط الرياض وجنوبها، فهي مليئة بالمشاكل والعمالة من السعوديين وغيرهم من العمالة المتخلفة، كحي العزيزية والدار البيضاء، حيث يوجد شباب كثير بلا أعمال، وينبغي إيجاد فرص عمل كريمة لهم وليس فرص “مهينة” برواتب متدنية لا تتجاوز 3 آلاف ريال لا تكفي للمعيشة.
** كلمة أخيرة.. ماذا تقول؟
أطالب بمحاكمة وزير العمل ونائبه “الحقباني” على قرارات وزارتهما غير الموقفة التي استفزت العمالة، ولم تحفظ حقوق الطرفين، العامل السعودي وغير السعودي وصاحب العمل، وساعدت على تشويه سمعة السعودية أمام العالم، وفي وسائل الإعلام الدولية، وجعلتهم يبحثون الآن عن أخطاء السعودية والسعوديين.