أكد مركز الإفتاء التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في أبوظبي، أن أحكام الشريعة أجازت دخول غير المسلمين إلى المساجد والجوامع، ولم تحظر أو تأت بقرار يمنع ذلك إلا في حالة إمكانية إلحاق الأذى بالمسجد وأهله.
واستشهدت بذلك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقبل نصارى نجران في مسجده بالمدينة، وكثيراً ما كان يستقبل المشركين بمسجده أيضاً، وهو ما يدل على جواز ذلك، بل والعمل به لتثقيف الناس وتعريفهم بالشريعة الإسلامية.
وجاء تعقيب الإفتاء بحسب موقع 24، حول صحة ما تداوله البعض بأن “زيارة مغنية أجنبية إلى جامع الشيخ زايد يعتبر تدنيساً لبيت من بيوت الله”، وذكرت الإفتاء، أن “زيارة غير المسلمين إلى بيوت الله جائزة، طالما أنهم يلتزمون آداب الزيارة والتعاليم المتبعة لدخول المساجد، وفي حال أقدم غير المسلم على أي فعل لا يليق بحرمة المكان، فعلى القائمين عليه التصرف ضمن الأخلاق الإسلامية والضوابط الشرعية التي تكفل الحزم في احترام المساجد بالتلازم مع التعامل الذي يرتقي إلى مستوى التأدب بالنصح والتوجيه”.
وأفادت الإفتاء، “التدنيس كلمة لا تُلقى جزافاً، والحريص على تعاليم الدين ونقله بأمانة عليه أن يتذكر ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حين قال “بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تزرموه ، دعوه، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له، إن “هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه” .
وتابع “السماح لدخول غير المسلمين إلى المساجد، لا يدنسها، ولكن هذا لا يعني التساهل مع كل من يخالف احترامها وهنا تقع المسؤولية على القائمين عليها، الواجب عليهم التصرف والتوجيه بآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم، القاعدة واضحة وبينه”.
يذكر أن بعض المغردين على تويتر من المعادين لدولة الإمارات والمعروفين بانتماءاتهم الإخوانية، حاولوا استغلال زيارة المغنية “ريهانا” لجامع الشيخ زايد الكبير، والصور التي نشرتها أثناء تواجدها في المنطقة المخصصة للزوار في الجامع، للتحريض على دولة الإمارات، والمس بالمعلم الديني الذي حاز على تقدير عالمي بما يمثله من صرح إسلامي معاصر، غني بالثقافة الإسلامية والمعارف الدينية، وذلك بالحديث عن تدنيسه والسماح لغير المسلمين بالعبث به، دون اكتراث القائمين عليه أو حفاظهم على بيت من بيوت الله، محاولين الإشارة إلى أن هناك من سمح لها بالتقاط الصور.
وقد تجاهل المغرضون ما صدر عن مركز جامع الشيخ زايد الكبير، فور نشر الصور، حيث أوضح المركز أن القائمين على تنظيم الزيارات، كانوا يجهلون هوية المغنية، خاصة أنها دخلت وهي ترتدي الحجاب، إلى جانب أنهم وحال ملاحظتهم لوضعية الصور التي اتخذتها، طالبوها بالامتناع عن ذلك واحترام آداب الزيارة، فقامت المغنية بعد ذلك بمغادرة المكان.