ضمن برنامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030، لتعزيز وتطوير الحرفي ليصبح ريادي أعمال منتج ومصدر، عقدت شركة تراثنا للمسؤولية الاجتماعية ورشة عمل تدريبية بمدينة جازان لـ 35- حرفي وحرفيه، وتتمحور الدورة التدريبية عن كيفية إعداد دراسات الجدوى الإقتصادية للمشاريع المختارة، والتي تعتبر أولى الخطوات في عملية الدعم المالي، قدمها السيد هادي شراحيلي من معهد الخليج للتدريب والتعليم الشريك الاستراتيجي لشركة تراثنا في التدريب والتطوير بالمنطقة الجنوبية.
حيث شارك في الورش التدريبية عدد من المعنيين والمهتمين بالتراث والحرف اليدوية الصناعية، تضمنت عدد من المحاور، منها كيفية إعداد السيرة الذاتية بدراسة الجدوى والرؤية والرسالة والأهداف للمشروع المتقدم به الحرفي، وأساليب التسويق والتعامل مع الخطط المالية والفنية، وجمع الأدلة والمعلومات والتعامل مع رأس المال وتوزيعه على المدى البعيد، وأهمية التعاون والإستفادة من توظيف الشباب والشابات السعوديين.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة تراثنا للمسؤولية الإجتماعية المهندس ماجد الحيسوني إلى أن الهدف من انعقاد هذه الدورة والدورات التالية يمكن بالإرتقاء بالحرف والصناعات اليدوية وجعلها عنصر مؤثر إقتصاديا لتخلق فرص عمل جديده، وبصفة خاصة الإرتقاء بالحرفين وتحويلهم الى رواد أعمال. وأكد الحيسوني بأن دورة إعداد خطة العمل (دراسة الجدوى الاقتصادية)، ستساعد الحرفين من ناحية أكاديمية لفهم كيفية ترجمة افكارهم الى خطة عمل مكتوبة تحتوي على دراسة السوق والدراسة الفنية والدراسة المالية مما يساهم في بدء اي مشروع بطريقة صحيحة وناجحة.
كما أشار إلى أن الهدف من إنشاء الشركة يعود لدعم رواد الأعمال والحرفيين في مجال الحرف اليدوية، خاصة مع تنوع التراث الوطني السعودي ووجود اهتمام عالمي به، مبيناً أن الحِرف تساهم في نقل الكثير من الثقافة والتاريخ خارجياً وهي تعرف بالمنتجات الحرفية التراثية القديمة، معتبراً أنها تمثل أحد الوجوه المشرقة لثقافتنا وتراثنا ومن المهم ان يراها العالم أجمع وليس داخلياً. مضيفاً إن الشركة تحرص على تحويل المهتمين في الحرف اليدوية التراثية من هواة أو محترفين إلى صناعة كبيرة ذات عائد مادي وإقتصادي لمنتجيها وأيضا للمملكة، وهذا الامر لايتم إلا من خلال تقديم دورات تطويريه وترشيديه تساهم في إرتفاع الوعي لديهم وتحويلهم الى رواد أعمال تجارية أكثر منها كحرفيين وهواة، وبأن الحرف اليدوية تربط الناس ذهنيا ببلد منشئها ونريد أن تكون تلك الحِرف خير سفير لنا، كما ستساهم في خلق الكثير من الفرص الوظيفية لكل منطقة على حدة.
وعن القائمة المستهدفة التي تم الإستفادة منها قال الرئيس التنفيذي لتراثنا أنه تم الإستفادة من قاعدة بيانات البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) في منطقة جازان، ممن استوفى شروط شركة تراثنا للمسؤولية الاجتماعية. لافتاً إلى أن تنوع ثقافات المملكة وعاداتها وتقاليدها ساهم كذلك في تنوع الحرف اليدوية في كل منطقة والتي أصبح كلا منها تشتهر بنوع معين من الحرف التي تحاكي ثقافة المنطقة والبيئة فيها، خاصة إذا علمنا بأن الحرف اليدوية هي نتاج للمجتمع وثقافته وحاجياته، مشدداً على أهمية دعم هذه الجهود بتفعيل الجانب التوعوي والتعريف بدور التراث الوطني في تعزيز المواطنة.
الجدير بالذكر أن شركة تراثنا للمسؤولية الإجتماعية هي شركة غير ربحية مملوكة بالكامل لشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) مقرها الرياض وتم تأسيسها كمبادرة من وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وافتتحت الشركة في اكتوبر من عام 2015م. وتهدف الشركة على الحفاظ على التراث الوطني في المملكة العربية السعودية للأجيال القادمة وترويجه وضمان موثوقيته من خلال دعم وتدريب وتطوير المشاريع الحرفية وبذلك يتم توفير فرص عمل لتشغلها أيدي سعوديين وسعوديات.
وقد قامت شركة تراثنا بتمويل عشرون (٢٠) مشروعاً في مختلف مجالات الصناعات الحرفية، بالإضافة إلى المتابعة والتطوير والدعم لجميع المشاريع التي تم تمويلها، كما ساهمت الشركة بذلك التمويل على إيجاد فرص وظيفية لـ(٦٠ سعودي وسعودية) في مختلف المجالات.
يذكر أن شركة تراثنا استلمت أكثر من 100 طلب قدم لها من أجل الحصول على الدعم والمساعدة بتحويلها الى شركات ذات عائد مادي وإحترافي عالي، وتمت المقابلة مع 93 حرفياً من جميع أنحاء المملكة، كما قامت بتدريب 63 حرفياً ورائد عمل، مع تقديم إستشارات وخطط عمل لـ 7 مشاريع مموّلة، و10 مشاريع قائمة ومنتجة وستستهدف الشركة في خطتها للمنطقة الجنوبية مدينة أبها ونجران كخطة انتقالية متوسعة لإبراز التراث والحرف الجنوبية للعالم أجمع.