سبق– متابعة: كشف مدمن إماراتي سابق، تعافى كلياً من إدمان الهيروين وأنواع أخرى من المخدرات، أنه عرف طريق التعاطي منذ أن كان طفلاً في الرابعة عشرة من عمره، وقال إنه رأى أصدقاء له يموتون أمامه بسبب جرعات زائدة، وشهد بنفسه أسراً تفككت بالكامل بسبب إدمان أفرادها على المخدرات.
وحسب صحيفة “الإمارات اليوم”، فقد أدرج برنامج الفحص الدوري بقسم الرعاية اللاحقة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي الشاب الإماراتي “ع. أ”، 23 عاماً، في قائمة المعفين، بعد أن أثبت التزاماً كبيراً وإرادة صادقة للإقلاع كلياً عن الإدمان.
ونقلت الصحيفة عن “ع. أ” أنه نشأ في منطقة كثر فيها تعاطي المخدرات، إلى درجة أن شقيقه تحوّل من التعاطي إلى الترويج قبل أن يقلع هو الآخر عن هذه الآفة الخطيرة، وبات لا يدخن حتى السجائر.
وأوضح أنه بدأ طريق التعاطي مبكراً في سن 14 عاماً، حينما تعاطى الهيروين أول مرة في حياته، “على سبيل التجربة والفضول مع عدد من أصدقاء السوء، ثم جرب الكوكايين والعقاقير المخدرة، واستمر في التعاطي حتى دخل السجن حينما بلغ 17 عاماً”.
وأشار إلى أنه استمر في السجن سنة وثلاثة أشهر، ووجد أصدقاء السوء في انتظاره عقب خروجه، فعاود التعاطي مجدداً حتى قُبض عليه، وسُجن مرة أخرى لمدة ستة أشهر، ثم استأنف طريق الإدمان ثانية، إلى أن دخل السجن مرة ثالثة لمدة خمسة أشهر.
وتابع “ع. أ”: “تعبت من كثرة التعاطي، وشعرت بأنني أدمر نفسي وأعذّب أسرتي التي لم تقصّر معي، على الرغم من كل أخطائي، ولم تبخل عليَّ بالمال أو السيارة، وحظيت كذلك بدعم شديد حينما قررت العلاج والإقلاع عن الإدمان”.
وأكد أن أسرته لم تعرف أنه يُدمن المخدرات إلا حين دخل السجن للمرة الأولى، لافتاً إلى أنه “حاول التوقف عن التعاطي مرات عدة، إلا أنه كان يشعر بالضعف حين يلتقي أصدقاء السوء ويرى إبرة الهيروين”، ورأى أن البيئة المحيطة به شجعته على الإدمان، فضلاً على أن شقيقه الأكبر تورَّط في التعاطي والاتجار، ودخل السجن عشر سنوات، مؤكداً أن المخدرات قتل بطيء وتدمير لكل قيمة جميلة في الحياة.
وأوضح أن معظم المدمنين التائبين، خصوصاً مدمني الهيروين، يعودون إلى التعاطي، لأنهم لا يستطيعون مقاومة إغرائه حين يتوافر أمامهم، ويشعرون بأن شوكاً يتحرك في أجسادهم لا يتخلصون منه إلا بالهيروين.
وأكد أن هناك مدمنين يقلعون عن المخدرات عشرة أعوام كاملة، ويعودون إليها في لحظة ضعف، وأن الصحبة هي السبب الرئيس لمعظم حالات العودة بعد الإقلاع، لذا يرفض كلياً الآن الجلوس مع أي من أصدقاء السوء الذين جرّوه إلى طريق التعاطي، ولايزالون يدمنون على المخدرات.
وقال “ع. أ”: “رأيت بعيني أصدقاء يموتون أمامي بسبب المخدرات، وأحدهم خرج من السجن في الصباح، ومات في المساء، تحت تأثير جرعة زائدة، وآخر توقف قلبه نتيجة تعاطي عقاقير مخدرة”.
وأضاف أنه لايزال صغير السن، ورغم شعوره بالاكتئاب والضغط النفسي، وعدم تمكّنه من تناول الطعام بشكل طبيعي، إذ يتقيأ أي شيء يأكله، فإنه مصرٌّ على الإقلاع نهائياً عن المخدرات، لذا لا يخرج من منزله إلا نادراً للذهاب إلى المصحة أو لمراجعة برنامج الفحص.
وأكد “ع. أ”: “أثق بإرادتي هذه المرة، وأشعر أنني اشتريت حياتي، وعلى الرغم من فشل كل محاولات الالتحاق بوظيفة حتى الآن، فإنني أصر على تكرار المحاولة، حتى لا أخسر ثقة أهلي التي تجددت فيَّ ودعمهم المستمر”.
ولفت إلى أن معظم مدمني المخدرات الآن يتجهون إلى العقاقير المخدرة، وتحديداً “ترامادول”، نظراً إلى تأثيره القوي مقارنة بالهيروين الذي ينسحب تأثيره من الجسم بعد ثلاثة أيام، فيما يستمر تأثير “ترامادول” 10 أيام كاملة، ويفتك بخلايا المخ