أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والرئيس الأمريكي باراك أوباما، بيانًا مشتركًا في ختام جلسة مباحثات رسمية جمعت الزعيمين، أمس الجمعة (4 سبتمبر 2015) بواشنطن.
وفيما يلي نص البيان:
بدعوة من فخامة الرئيس باراك أوباما، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 20/11/1436هـ الموافق 4 سبتمبر 2015 م، اجتمع خلالها بالرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.
وعقد الزعيمان جلسة مباحثات إيجابية ومثمرة، استعرضا خلالها العلاقات المتينة بين البلدين؛ حيث نمت هذه العلاقة وتعمَّقت خلال العقود السبعة الماضية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها من المجالات ذات المصالح المشتركة.
كما استعرض الزعيمان التعاون العسكري القائم بين البلدين في مواجهة ما يسمى تنظيم داعش في سوريا، وفي حماية المعابر المائية ومحاربة القرصنة، كما ناقشا تسريع الإمدادات العسكرية إلى المملكة، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والأمن السبراني، والدفاع ضد الصواريخ البالستية.
وأكد الزعيمان أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف، كما جددا التزامهما بالتعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة القاعدة وداعش، وأشادا بتعاونهما للحد من تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة حملات داعش الإعلامية الداعية إلى الكراهية، ولقطع إمدادات تمويل المنظمات الإرهابية.
كما أكد الزعيمان الحاجة لجهود طويلة المدى تمتد لعدة سنوات لمواجهة الإرهاب والقضاء على القاعدة وداعش؛ ما يتطلب تعاونًا مستدامًا من بقية دول العالم.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان ضرورة الوصول إلى حل سياسي في إطار المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وأبديا قلقهما من الوضع الإنساني في اليمن. وأكد خادم الحرمين الشريفين التزام المملكة العربية السعودية بتقديم المساعدة للشعب اليمني والعمل مع أعضاء التحالف والشركاء الدوليين، بمن في ذلك منظمة الأمم المتحدة، للسماح بوصول المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة وشركائها، بما في ذلك الوقود، للمتضررين في اليمن، والعمل على فتح الموانئ اليمنية على البحر الأحمر؛ لتشغيلها تحت إشراف الأمم المتحدة؛ لتقديم المساعدات الواردة من الأمم المتحدة وشركائها. ووافق الزعيمان على دعم ومساندة الجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.
وعلى صعيد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، أكد الزعيمان أهمية مبادرة السلام العربية التي قُدِّمت في عام 2002 م، والحاجة للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع، قائمة على حل الدولتين لتحقيق الأمن والسلام، كما شجعا الطرفين على القيام بخطوات بهدف المحافظة على حل الدولتين وتطويره.
كما شدد القائدان على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع في سوريا قائم على المبادئ التي اشتمل عليها إعلان جنيف 1، لإنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، والمحافظة على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ولتكون دولة مسالمة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري، خالية من التفرقة والطائفية، كما أكد الزعيمان أن أي تحول سياسي حقيقي يجب أن يشتمل على مغادرة بشار الأسد الذي فقد الشرعية لقيادة سوريا.
وأبدى الزعيمان دعمهما جهود الحكومة العراقية للقضاء على داعش، والتطبيق الكامل للإصلاحات المتفق عليها، وتلك التي أقرها البرلمان مؤخرًا، وأن تطبيق هذه الإصلاحات يمثل دعمًا لأمن العراق واستقراره، ويحافظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه، كما يوحد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديدًا لكل العراقيين.
وأكد الزعيمان دعمهما القوي والمتواصل للبنان وسيادته وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية في سعيها لتأمين لبنان وحدوده، ومقاومة التهديدات المتطرفة، كما أكد الطرفان الأهمية القصوى لانتخاب البرلمان اللبناني العاجل للرئيس، وفقًا للدستور اللبناني.
وناقش الزعيمان تحديات التغير المناخي، واتفقا على العمل معًا لتحقيق نتائج ناجحة في مفاوضات باريس في شهر ديسمبر القادم، مع مراعاة الظروف الخاصة للمملكة.
وأخيرًا ناقش الزعيمان شراكة استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير بين البلدين، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إيجازًا لفخامة الرئيس، اشتمل على رؤى المملكة حيال العلاقة الاستراتيجية. وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس توجيهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضي قدمًا في تنفيذها خلال الأشهر القادمة.
وقد رحَّب فخامة الرئيس بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لزيارة المملكة العام القادم لاستكمال تنفيذ “الشراكة الاستراتيجية” للقرن الحادي والعشرين بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أقام الرئيس باراك أوباما مأدبة غداء عمل، احتفاءً بخادم الحرمين الشريفين ومرافقيه بمناسبة زيارته الولايات المتحدة الأمريكية.
رافق خادم الحرمين الشريفين الوفد الرسمي، وهم: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، ومعالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ومعالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد بن علي الحميدان.