أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- رفض المملكة التامّ للتصنيف المذهبي والطائفي، إدراكًا بمخاطره على اللحمة الوطنية في البلاد، مشددًا على أنه لا تساهل مع المقصر في ذلك، وسنحاسب كل من ينال من أمتنا وثوابتنا الدينية والوطنية.
وقال إن السعودية أخذت -على عاتقها- الوقوف بجانب المظلومين المقهورين، وأن تغيث الملهوفين والمكروبين في كافةِ بقاع الأرض، وذلك منذ نشأتها على يد المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله.
جاء ذلك خلال كلمة وجهها -اليوم الأربعاء (17 يونيو 2015)- إلى شعب المملكة العربية السعودية والأشقاء المسلمين في كل مكان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1436هـ.
وفي ما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي:
“بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله، القائل في محكم تنزيله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد القائل (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات في المملكة العربية السعودية
أيها المسلمون في كل مكان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد هلّ علينا شهر رمضان المبارك، الذي جعله الله شهر خير وبركة، ليغمرنا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويبعث في نفوسنا معاني التعاطف والتراحم، ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم بالبشر والسرور، اقتداءً بالرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يبشر أصحابه بقدومه، ويهنئهم به.
إن هذا الشهر الكريم يعلمنا دروسًا عظيمة، نراها بأعيننا ونتأملها ببصائرنا.
إخواني المسلمين:
إن شهر رمضان لم يكن شهر راحة واسترخاء، ففيه من الفضائل ما يشحذ الهمة لبذل الخيرات من صيام وقيام وفعل للخيرات، ومن ذلك قيام المسلم بأعماله على أكمل وجه، وتعامله بخلق حسن مع المراجعين والمتعاملين.
ديننا دين محبة وتراحم وتسامح، ورسالته أنزلت رحمةً للعالمين، وطريقه طريق خير وصلاح وبناء، ومنهجه منهج وسطٍ وحوارٍ وألفة.. يجمع ولا يفرق.. ينبذ العنف والإرهاب.
وهذا الشهر الكريم بمعانيه السامية، يبعث في نفوسنا الالتزام بهذه المثل والقيم والأهداف النبيلة.
وعلى هذا الأساس، فإن المملكة العربية السعودية -التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما- تستشعر دائمًا دورها وواجبها ومسؤولياتها تجاه الذود عن حياض هذا الدين والعمل على خدمة مصالح المسلمين قاطبة.
ومن هذا المنطلق، أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها -منذُ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله- نشر الاعتدال في الدين، والوقوف بجانب المظلومين المقهورين، وتغيث الملهوفين والمكروبين في كافةِ بقاع الأرض، إيمانًا منها برابطة الأخوّة والإنسانية.. لا تبتغي بذلك غير وجه الله تعالى.
أيها الإخوة والأخوات:
إننا ماضون -بحول الله تعالى- على النأي ببلادنا ومواطنينا عن الفتن والقلاقل والاحتقانات الطائفية، ونؤكد رفضنا التامّ للتصنيف المذهبي والطائفي، إدراكًا منا بمخاطره على اللحمة الوطنية في بلادنا، كما نؤكد على أن ثقتنا بالمواطن السعودي لا حدود لها، ولن نتساهل مع المقصر في ذلك، وسنحاسب كل من ينال من أمتنا وثوابتنا الدينية والوطنية.
نحمد الله أن بلغّنا هذا الشهر الكريم، ونسأله –سبحانه- أن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين كافة، من الشرور والفتن، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.