قال إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إن شهر رمضان شهر مبارك، شهر التاريخ والأمجاد والانتصارات، شهر فخر الأمة وعزها في بطولات قادها الأخيار في غزوة بدر، وفتح مكة، ونخوة المعتصم، ونصر صلاح الدين.
وأضاف بن حميد: “أن هذه الذكريات والأمجاد تهتز لها القلوب بهجة، وترتفع بها النفوس عزة، مع استذكار هذه الذكريات، واسترجاع هذه الأمجاد”.
وعبر عن أسفه لما تعيشه الأمة في بعض أقطارها ومواقعها من اضطراب وفتن، وقودها شباب استحوذت عليهم جماعات متطرفة ومجموعات إرهابية، بل مجموعات مشبوهة تعمل فيها أيد أجنبية وتخطيطات خارجية، استمرؤوا القتل، واستحلوا الحرمات.
وأوضح بن حميد: “إنما ذهبت العقول في تلك الفتن لأنها تظن أنها تعلم، وهي لا تعلم، وتظن أنها تصلح وهي تفسد، وتظن أنها تنصر دين الله وهي تنتصر لأنفسها وأشخاصها وعصبيتها، وتنتصر لمن أزَّها وخدعها. أين العقول؟ فأي جهاد أو نصر في تفجير النفس في جموع المصلين داخل المساجد وهم يصلون صلاة الجمعة؟ أين هذا مع ما ورد من النهي في ديننا عن قتل الرهبان في كنائسهم، فكيف بقتل المصلين في المساجد وبيوت الله”.
وقال: “نعوذ بالله من الفتن، فإذا استُحلَّ الغدر بالمصلين في المساجد فماذا بقي؟ حرمات تنتهك بآراء كاسدة، وتأويلات فاسدة، وجهالات متراكمة، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك قتل من حلت دماؤهم من المنافقين الذين جادلوه في شرعه، واتهموه في أمانته وعرضه.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: “إن مما يشرح الصدر، ويزيد الطمأنينة، أن هذه البلاد الكريمة قد ابتُليت بهذا النوع من المواجهات من قبل تنظيم القاعدة، وخاضت الدولة لعدة سنوات حربًا مفتوحة مع خلايا هذا التنظيم بكل توفيق واقتدار، من غير أن ينال ذلك من طمأنينة المواطن والمقيم، وأمنه، وتنميته، وتوفير العيش الكريم له”.
ولفت إلى قول ولي العهد الأمين وزير الداخلية المسدد حفظه الله ووفقه: “إن المملكة واقفة بقوة ضد الإرهاب، ولن تزعزعنا مثل هذه الحوادث، مررنا بحوادث أكبر والحمد لله، الوضع تحت السيطرة، وإن حدث شيء سنتعامل معه في حينه”.
وقال: “إنهم يعلمون قوة هذه الدولة المباركة وصرامتها وحزمها ويقظتها، ودقة عملها، وجاهزيتها، وعالي تدريبها، ولله الحمد والمنة . ولكنهم يريدون بأعمالهم الحقيرة إشاعةَ الفوضى، وزرعَ الفتنة بين فئات الشعب وطبقاته فعملهم عمل جبان، فهم يتسللون كاللصوص وقطاع الطرق ليغتالوا المسلمين المسالمين والمصلين المتعبدين ولكنها مخذولة -ولله الحمد-، وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، فلم تر إلا تماسك المجتمع بكل أطيافه ومذاهبه ضد هذه الأعمال المنكرة، لأن الجميع في مركب واحد”.
وقال إن من البلاء أن يكون أمن البلاد والعباد سلعة يتاجر بها مغرض، وفرصة ينتهزها مشبوه، ويسير في ركابها جاهل.
وأشار إلى أن من الانتهازية الزعم بأن لمناهج التعليم أثرًا في هذا الباب، أو الغمز واللمز بأهل العلم ومواقفهم، وعلم الجميع أن هؤلاء الإرهابيين لا جنسية لهم ولا انتماء علميا لهم، فمناهجنا نهل منها كل أبناؤنا وبناتنا في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها ووسطها وأطرافها منذ قيام هذه الدولة المباركة بل إن رجالات الدولة ووجهاءها ورجال أعمالها وأهل العلم والرأي والفكر فيهم كلهم أبناء هذه المناهج، أما الإرهابيون فانظروا في مواقع الفتن إنهم إلى كل جنسية ينتمون.