أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية، أن إثارة النعرات الطائفية والعنصرية والصراعات المذهبية هي إحدى الوسائل الخبيثة لدى تنظيمات التكفير عامة، وتنظيم “داعش” على وجه الخصوص، لضرب المجتمعات والدول، وزرع الشقاق بين أبنائها، وهدم السلام الاجتماعي والديني، وتحويل الأمر كله إلى فتن وصراعات يكون الولاء فيها للطائفة بدلا من الوطن.
وجاء بيان المرصد، الاثنين (1 يونيو 2015)، ردًّا على تهديد تنظيم “داعش” -عبر إحدى أذرعه الإعلامية المُسماة بإعلام “ولاية نجد”- للشيعة في السعودية بالقتل والتشريد، ودعوة أهل السنة لقتل أبناء وطنهم من الشيعة أينما وجدوا، معتبرًا أن هذا مسعى جديدًا من التنظيم الإرهابي لإثارة الفتن والاضطرابات، وهدم الدول والمجتمعات القائمة. وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد مرصد الإفتاء أن (المواطنة) تمثل رباطًا ورابطة تجمع كافة أبناء الشعوب معًا من أجل الحفاظ على دولهم، وصد الأخطار المحدقة بها، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يسعى بعض المواطنين إلى قتل وتشريد البعض الآخر بدعوى الاختلاف الطائفي أو المذهبي، بل على النقيض تمامًا، ينبغي أن يكون التعايش والتآلف والتراحم هو أساس العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، تجمعهم المصلحة العليا للدين والوطن، والدفاع عنه ضد ما يتهدده من أخطار، والسعي نحو تحقيق الصالح العام، ودعم جهود الدولة في حفظ الأمن وتحقيق التنمية.
ولفت المرصد إلى أن تنظيم “منشقي القاعدة” يُعادي فكر المواطنة، ويُحاربه بضراوة؛ لما يحمله المبدأ من أسس والتزامات تَحُول بين التنظيم وبين تحقيق العديد من أهدافه، فالمواطنة تقومُ على أساس المساواة في الحقوق والواجبات دون النظر إلى العرق أو المذهب أو اللون، بينما تقوم تنظيمات التكفير على الفرقة وإثارة النعرات والصراعات المذهبية والعرقية.
كما أضاف أن المواطنة تُعنَى بالحفاظ على الدولة ومؤسساتها، والسعي نحو الاستقرار وتحقيق الرخاء، بينما تقوم الحركات والتنظيمات التكفيرية على أسس الولاء للحركة والانتماء العرقي والطائفي والمذهبي في إطار دويلات متناحرة تنشر الفوضى والاضطرابات، لذا فإن تنظيمات التكفير تظل دومًا تُنكر المفهوم، وتحاربه وتحاول القضاء على كافة الرموز الدالة عليه والمؤسسة له.
ودعا المرصد في بيانه كافة أبناء المجتمعات العربية إلى نبذ كافة الأفكار المتطرفة التي يحاول تنظيم “داعش” زرعها، والحفاظ على التماسك الوطني وقيم التآخي والتراحم السائدة بينهم، والوقوف خلف مؤسسات الدولة في جهودها لمكافحة هذا الفكر التكفيري الذي بات يُهدد العالم الإسلامي كله، ويمثل خطرًا محدقًا بالدول القائمة والكيانات الاجتماعية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي.