موجات من الغضب الهادر تحركت في مواجهة الكاتبة السعودية “حصة آل الشيخ”، بخصوص مقالها اليوم الخميس حول “عدة المرأة”، انطلقت من دوائر الشعبية إلى مستويات رسمية، وشملت علماء دين ومشايخ من داخل المملكة وخارجها، وذلك بعد أن اعترضت صراحة في مقالها، على حكم قطعي صريح ورد في القرآن الكريم حول عدة المرأة.
الشيخ عبدالعزيز الطريفي، كتب معلقًا على ذلك: “لو أقيم حدّ الردة على معتد واحدٍ على الله ودينه، لما تكرر التعدي مرارًا، ولما وُجدت أقلام تهوّن ذلك”.
وأضاف: “لا يستهزئ بالله ودينه في أمة إلا أهانها الله”. مشيرًا إلى أن عدة وفاة الزوج من أحكام الله القطعية في القرآن، ومنكرها كافر بإجماع المذاهب (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا).
وزاد: “المنافقون في زمن النبي ﷺ، يُسرّون بالكفر في مجالسهم ولا يُعاقبهم، ولكن لا يُصدّرهم، وإذا جهروا عاقبهم، ففرق بين حرّية الفكر والجهر بالكفر .
وختم حديثه قائلًا: من يؤمن أن الله أوجده وحدد عمره ولم يشاوره، لن يشكّ في أحكام الله الزمنية عليه، كوقت العبادة والعدة، فمن لم يستأذنك في عمرك كله، لن يستأذنك في بعضه.
أما الشيخ الكلباني فكتبت تحت هاشتاق “#حصة_آل_الشيخ_تتطاول_على_الشرع” ساخرًا: أنقذوها تلك المرة، بزعم اختراق أو تزوير حسابها في تويتر! فبم سينقذونها هذه المرة؟.. مقال حصة اليوم دعا مغردين لاسترجاع مقالات سابقة للكاتبة، قالوا إن فيها تطاول كذلك، بينما طالب آخرون بإيقاف الصحيفة، كما حدث قبل أيام مع جريدة الرياضي، بسبب كاريكاتير “الموزة”.
وكان مغردو موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قد طالبوا بمحاسبة الكاتبة السعودية حصة آل الشيخ، ردًّا على كتابتها مقالًا هاجمت فيه الحكم الشرعي، بأن تتربص المرأة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام.
ودشّن المغردون، الخميس (21 مايو 2015)، وسمًا حمل اسم “#حصه_ال_الشيخ_تتطاول_علي_الشرع”، شاركوا فيه بمئات التغريدات، التي طالبوا –خلالها- بمحاسبة الكاتبة حصة آل الشيخ، إثر تطاولها على أحكام شرعية وردت في القرآن الكريم، دون احترام إسلام الدولة وعادات الشعب المحافظة.
وقال الدكتور محمد البراك: “ينبغي المطالبة بإغلاق الصحيفة، ومحاسبة رئيس تحريرها، ومعاقبة الكاتبة لتطاولها على الشريعة، ديننا أغلى”، معتبرًا أن “حصة آل الشيخ وخالد المولد وجهان لعملة واحدة، كلاهما يشوه الدين، ويصد عنه بطريقته الخاصة، وكلاهما يستحق الحبس”.
وقال علي الفيفي: “نعوذ بالله من الخذلان.. لا شرع الله سمعت، ولا تاريخ جدها حفظت، ولا قانون بلدها أطاعت، ولا عادات شعبها احترمت”.
وأضاف مناور سليمان: “من قريبة القاضي فمن تقاضي.. ليست هذه المرة الأولى ولا الثانية #حصة_آل_الشيخ_تتطاول_على_الشرع ولن تكون الأخيرة.. نشكوها إلى الله”.
واعتبر فراج الصهيبي أن “جهل بعض النساء بأحكام العدة ومبالغاتهم فيها شيء، والاعتراض على أمر الله بالعدة شيء آخر.. الاعتراض على القرآن كفر”.
ورأى خالد إبراهيم الصقعبي، أن “مشكلة شراذم الفساد ليست مع المتدينين فحسب، بل مع الدين برمته”، متسائلًا: “هل يتجرأ الشريان أن يقابل هذه الشمطاء كأنموذج موغل في التطرف والفساد؟”.
وقال محمد الشنار: “انتظروا منعها: يا حصة لقد قلت شيئًا إدًّا! الله يقول: (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا)”.
وكانت الكاتبة حصة آل الشيخ قد نشرت مقالًا في إحدى الصحف، تحت عنوان “مُعتقَل الوفاء التراثي النسوي” انتقدت فيه التزام النساء في المجتمع السعودي بعدة وفاة الزوج، حيث قالت: “دعونا نربط الولاية في المقال السابق بفعل تقوم به المرأة وهي خانعة مغيبة بفعل طغيان الثقافة الذكورية على ذهنيتها
المسلوبة؛ فالمرأة لا تزال تواصل سجن نفسها بنفسها بموت زوجها، أربعة أشهر وعشرًا، مطمئنة إلى أنها إنما تقضي مدة السجن عبادة لله بواسطة التعبد للزوج المتوفى، وهو أمر يحور ويدور في دوائره اللا منطقية؛ فلا يجد مبررًا أتفه من أن يقيس الوفاء بالحبس، لتسأل المرأة: ما هذا السجن الكئيب المجلل.
بالسواد؟ فتردّ بأن “هذا آخر حقه علي”، وكأن حقه أن يسجنها حيًّا وميتًا، “يا لها من ذكرى رائعة؛ أن يكون آخر عهد للمرأة بزوجها هو السجن، فأي ذكرى جميلة! وأي وفاء تقدمه قربانًا لربها، تقسمه بينه وبين رب السماء”. معتبرة أن ذلك “عادة استعبادية فرضها التراث المأفون ودعمها بأكاذيبه المسترشدة بحسّ الوفاء المنقوص”.