تتطلع وسائل الإعلام الأمريكية بشغف إلى زيارة مرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى واشنطن، على خلفية تقارير إعلامية واسعة عن أهمية هذه الزيارة في ضوء التغيرات الكبيرة التي تحدث في الشرق الأوسط وتدني الدور الأمريكي بالمنطقة.
وذكرت صحيفة “هافنجتون بوست” الأمريكية، أن الملك سلمان ربما يزور واشنطن قريبًا للقاء الرئيس باراك أوباما، مشيرةً إلى أن وكالة الأنباء السعودية كانت قد ألمحت إلى هذه الزيارة في إطار تقرير بثته الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة، الأحد (17 مايو 2015)، إن في المجتمع الدبلوماسي في واشنطن وبين المسئولين الأمريكيين، شعورًا متناميًا بأن هذه الزيارة وشيكة.
واعتبرت “هافنجتون بوست” أن التطورات التي حدثت خلال قمة كامب ديفيد وبعدها تدعم التوقع بقرب الزيارة؛ حيث انتهى اجتماع الرئيس الأمريكي مع قادة مجلس التعاون الخليجي -ومنهم السعودية- دون إعلان مهم أو أي إشارة إلى أن تقدمًا قد حدث لوضع حد لمخاوف الخليج المستمرة منذ شهور من سياسة أوباما الجديدة حيال إيران، وأن ذلك ظهر جليًّا عندما وقف الرئيس أوباما وحده في مؤتمر صحفي في نهاية القمة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن زيارة الملك سلمان من المحتمل جدًّا أن تتم خلال الأسابيع المقبلة، قبل 30 يونيو؛ الموعد النهائي لإبرام اتفاق بين القوى العالمية وإيران حول ملفها النووي، مشيرةً إلى أن خادم الحرمين ستكون لديه فرصة لتقييم الأمر شخصيًّا. وأضافت أن الزيارة المنفصلة ستمكن الملك سلمان من إيضاح وجهة نظره حول أي اتفاق يمكن أن يقبله لتقييد البرنامج النووي الإيراني، ويؤكد القيادة السعودية لدول الخليج.
ونقلت “هافنجتون بوست” عن فهد الناظر المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية بواشنطن قوله؛ إن هناك من يعتقد أن الملك سيكون أكثر ارتياحًا إذا عقد لقاء ثنائي مع الرئيس أوباما بدلًا من كونه واحدًا ضمن 5 قادة آخرين.
ورفض “الناظر” تأكيد أي خطط حول هذه الزيارة، مشيرًا إلى تلميحات من جانب مسؤولين أمريكيين، وأنه لن يفاجأ بالإعلان عنها قريبًا.
وأشارت الصحيفة -في محاولة منها لذكر أدلة على أن الزيارة من المحتمل أن تتم قريبًا- إلى أن المحادثة الهاتفية بين الرئيس أوباما وخادم الحرمين تناولت الإشارة إلى تطلع الزعيمين للقاء قريب من أجل التشاور والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفقًا لبيان وكالة الأنباء السعودية.
ونوهت “هافنجتون بوست” بأنه إذا تحققت الزيارة فإن ذلك لا يدل على أن التوترات بين البلدين حول إيران قد تلاشت، لكنها أكدت أن كيفية التعامل مع إيران وقدراتها النووية المحتملة على وجه التحديد ونفوذها في أجزاء من العالم الإسلامي، مثل اليمن وسوريا- من المرجح أن تكون على قمة جدول الأعمال بين الزعيمين .