سلّط الكاتب بيتر بروكس، الضوء على غياب أربعة من زعماء دول مجلس التعاون الخليجي دفعة واحدة عن قمة “كامب ديفيد”. مشيرًا إلى أن ذلك دليل واضح على تدنّي شعبية أوباما في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الكاتب -في مقال بصحيفة “بوسطن هيرالد” الأمريكية- إن غياب الزعماء الخليجيين عن القمة، يعكس عدم الرضا الخليجي عن السياسات الأمريكية في المنطقة، لاسيما في ما يتعلق بالتقارب الإيراني الأمريكي.
ودلل الكاتب على ما ذهب إليه بقوله، إن واحدة من الحقائق غير السعيدة في الحياة، أنه يمكنك تقدير مدى ما تتمتع من قوة وشعبية، من خلال من لبي دعوتك ومن تغافل خلال حفلاتك واجتماعاتك الشخصية، لافتًا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الاجتماعات التي تعقد على الصعيد الدبلوماسي.
وتابع الكاتب قائلًا: “لك أن تتخيل ما يشعر به فريق إدارة الرئيس باراك أوباما، إزاء الأنباء التي تأكدت أن القمة الخليجية الأمريكية في كامب ديفيد هذا الأسبوع، سوف يحضرها عدد قليل للغاية من قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست.
وذكر أن الأنباء التي تأكدت أن اثنين فقط من القادة الخليجين من سوف يحضرون القمة التي تشارك فيها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر، لمناقشة بعض القضايا الأمنية، وإمكانية التعاون في مجال الدفاع العسكري.
ولفت إلى أن بعض دول مجلس التعاون، أبدو اعتذارهم عن الحضور؛ لأسباب صحية، أو لانشغالهم في عدد من القضايا الداخلية، وتعتزم إرسال قيادات كبيرة لتحلّ محلها في القمة.
وأوضح الكاتب أن الغياب الأبرز سجله خادم الحرمين الشريفين للقمة، بعدما قال ممثلون عنه إنه بحاجه إلى البقاء في الرياض خلال فترة هدنة الـ5 أيام، ووقف إطلاق النار بين الحوثيين والموالين لهم من أنصار صالح -من جهة- وأنصار الرئيس الشرعي عبدربه منصور وقوات التحالف العربي، من جهة أخرى.
وأشار الممثلون إلى أن خادم الحرمين الشريفين أرسل ولي العهد، الأمير نايف وزير الداخلية، ونائبه الأمير محمد بن سلمان، الذي يشغل منصب وزير الدفاع.
وفى الوقت الذي يصرّ فيه السعوديون على أن غياب الملك سلمان بمثابة ازدراء منه لأوباما، بغض النظر عما يتداول في العلن، وما يأتي على لسان المتحدثين الرسميين من عبارات دبلوماسية، فإن الواقع غير ذلك.
وأردف أن الشيء الوحيد الواضح هو أن المدعوين لا يرون الاجتماع مع الرئيس الأمريكي أمرًا جديرًا بالاهتمام، الأمر الذي يعدّ رسالة واضحة وقوية من دول المجلس على مستوي عدم الرضا من السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
واستطرد قائلًا: “… وربما يرجع ذلك بطبيعة الحال لقلق دول التعاون من صفقة الاتفاق النووي الإيراني، التي تجري محادثاتها على قدم وساق في فيينا، كما يظهر الاعتذار عدم الرضا عن سياسة المملكة كارثة العراق الدولة الإسلامية”.
وتابع حديثه، بأنه بعد أربع سنوات، ما زال الرئيس بشار في السلطة، وقد قتل أكثر من 200 ألف من معارضيه، وأصبحت داعش تهديدًا متصاعدًا، فضلًا عن تورط إيران بقوة، في كلّ من العراق وسوريا، كما يمكن القول، إن جهود واشنطن في العراق وسوريا قليلة جدًّا، لدرجة أن هناك إمكانية لضمهما لقائمة العراق وسوريا.
وختم الكاتب بقوله، إن “كل ما حدث حتى الآن، وأثناء القمة وبعدها، يعدّ بمثابة أخبار سيئة لمصالحنا، وآفاق السلام في منطقة الشرق الأوسط”.