قالت مجلة “فورين بوليسي” إن قادة مجلس التعاون الخليجي الذين سيحضرون قمة كامب ديفيد في 13 و14 مايو المقبل، بناءً على دعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ يريدون اتفاقًا أمنيًّا مكتوبًا مع واشنطن لضمان أمن الخليج، ردًّا على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى.
وأضافت المجلة الأمريكية إن دول الخليج تشعر بالقلق من إلغاء العقوبات على إيران؛ لأن ذلك قد يساعدها على التمادي في محاولات فرض هيمنتها على دول المنطقة، مثل اليمن ولبنان وسوريا، وهو ما ردت عليه واشنطن بأنها ستعرض على دول المنطقة إقامة درع صاروخي لحماية دول الخليج من أي تهديد إيراني، لكن دول الخليج تفضل توقيع اتفاق دفاعي مع واشنطن.
ونقلت “فورن بوليسي” عن السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة أن “دول المنطقة تريد ضمانات أمنية من سلوك إيران في المنطقة. في الماضي كان لدينا اتفاق شفوي مع الولايات المتحدة حول الأمن، لكن أعتقد أننا نريد شيئًا مكتوبًا.. شيئًا مؤسسيًّا”.
لكن المجلة الأمريكية قالت إن واشنطن، من جانبها، تريد تجنب التعهدات الأمنية الصارمة التي من الممكن أن تجبرها على خوض صراع مستقبلي في منطقة يشوبها عدم الاستقرار الدائم.
ونتيجة لهذه الاختلافات، فليس هناك إجماع حول ما يجب أن تهيمن عليه محادثات الأسبوع المقبل، وفقًا لـ”فورين بوليسي” الجمعة 8 مايو 2015.
وقالت “فورين بوليسي” إن مسؤولين أمريكيين كشفوا النقاب عن خطط أمريكية لإقامة نظام صاروخي إقليمي في الخليج.
وتقضي الخطة الأمريكية المقترحة بدمج عدة جيوش خليجية لتصبح جيشًا موحدًا قادرًا على التصدي لأي تهديد في المنطقة.
ولفتت إلى أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، دعوا منذ فترة كبيرة، إلى إنشاء نظام رادار في كل دولة من دول الخليج، يرتبط بمركز واحد في المنطقة، يكون قادرًا على رصد وإسقاط أي هدف يستهدف دول المنطقة.
فعلى سبيل المثال، ممكن أن ترصد السعودية صاروخًا منطلقًا من إيران، لكن قطر أو البحرين هي من تسقط. وهي الفكرة اعترض عليها السفير الإماراتي وقلل من احتمالية الاتفاق على تنفيذها، مشيرًا إلى رغبة دول الخليج في اتفاق مع واشنطن يضمن أمن المنطقة.
وألمحت “فورين بوليسي” إلى أن قادة مجلس التعاون غير مهتمين كثيرًا بحضور القمة التي دعا إليها الرئيس أوباما لطمأنتهم بشأن الاتفاق النووي مع إيران، ودللت على ذلك بالقول إنه لم يتبق سوى أسبوع واحد على القمة وليس من الواضح من سيحضر القمة حتى الآن، و ما هو جدول الاجتماعات أو ماذا سيكون الناتج النهائي لهذه القمة.
ونقلت “فورن بوليسي” عن مسؤول أمريكي قوله: “إن البيت الأبيض لم يصله تأكيد حتى الآن بعدد مسؤولي الخليج الذين سيحضرون القمة”.
وأضافت المجلة أن رئيس الإمارات خليفة بن زايد والسلطان قابوس لن يحضرا القمة لأسباب صحية.
لكن البيت الأبيض أعلن الجمعة 8 مايو أن الرئيس أوباما سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الأربعاء المقبل قبل اجتماعه مع باقي رؤساء دول الخليج.