هدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، السعودية بـ “ضربة عسكرية”، وذلك إن لم تكف عن القتال في اليمن، على حد قوله.
وقال بوردستان، خلال تصريحات له في برنامج “من طهران”، بحسب موقع قناة “العالم” الإيرانية الناطقة بالعربية، الأحد (19 أبريل 2015)، “إن الجمهورية الإسلامية لا ترغب في النزاع مع السعودية”، إلا أنها تريد أن تكف الرياض عن القتال في اليمن؛ مضيفا: “السعودية تخوض بذلك حرب استنزاف؛ قد تعرضها لضربات قاضية”، على حد تعبيره.
وأضاف – فاضحا جهله الواضح بقدرات الجيش السعودي- : “إن الجيش السعودي يفتقر إلى التجارب الحربية، ولذا فإنه جيش ضعيف؛ وإن واجه حرب استنزاف يجب أن يتحمل ضربات قاصمة وقاضية؛ وسوف يمنَّى بهزيمة قوية؛ لذلك على الرياض أن تترك خيار الحرب وتلجأ إلى الخيار السياسي وإلى المفاوضات”.
وأثنى بوردستان على تحالف الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح – في اعتراف رسمي إيراني بالتحالف وتأييده – قائلا: “استطاعوا وبفضل انسجامهم صد القوات الموالية للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي والسيطرة على اليمن؛” مضيفا: “إن الخطوة التالية سوف تكون توجيه الضربات إلى السعودية”.
وقال مهددا السعودية بقصف صاروخي، “إن انفجارات قد تقع في السعودية عن طريق سقوط الصواريخ على الأرض فمن المؤكد أن تلافي ذلك سيكون صعبًا جدًا بالنسبة للمسؤولين السعوديين” – على حد تعبيره – مضيفا: “بناء على المشتريات العسكرية السابقة والإمكانيات التي يتمتع بها الجيش اليمني فبإمكانه توجيه ضربات قوية إلى السعودية”، في إشارة إلى تحريض القوات الموالية لعلي صالح، بضرب السعودية بالصواريخ.
وتشكل تصريحات بوردستان الجديدة تناقضا واضحا في سياسته تجاه السعودية، حيث قال سابقا: “الجمهورية الإسلامية لا ترغب في الاشتباك مع السعودية، إذ إنها بلد صديق وجار لنا؛ وإن المستشار العسكري في السفارة السعودية يقيم في إيران، وتم توجيه الدعوة إليه للمشاركة في مراسم الاستعراض العسكري ليوم الجيش في إيران، يوم أمس السبت”، مضيفا: “نحن نرغب في أن تكون لنا علاقات مع السعودية؛ ولا نرغب في أن تكون العلاقة بين البلدين دموية؛ ومادامت هناك طاولات للحوار يمكنها أن تحل المشاكل فلا حاجة لاستخدام السلاح والمعدات العسكرية”.
وتأتي هذه التصريحات التحريضية بعد النجاحات الدبلوماسية التي أنجزتها السعودية في الأمم المتحدة، والعسكرية التي حققتها في الساحة اليمنية، بهدف دعم الشرعية.
وتأتي- كذلك- في الوقت الذي يتراجع الحوثيون وحلفيهم علي عبدالله صالح بفعل الضربات الجوية الناجحة للائتلاف تحت مظلة “عاصفة الحزم”، يحاول المسؤول العسكري الإيراني التلويح بضرب المدنيين السعوديين الآمنين من سكان مدن المملكة.
وكانت قوات “عاصفة الحزم” – التي تحقق أهدافها يوميًا – أعلنت مرارًا أن أي دولة تتحدى تحذيراتها في اليمن سيتم صدها والتعامل معها عسكريًا، سواء كانت إيران أم غيرها.
يُذكر أنه بعد إعلان قوات عاصفة الحزم في العاشر من أبريل الحالي عن امتلاكها أدلة تدين تورط إيران بتسليح الحوثيين، عادت طهران إلى ما يعرف عنها قبل 26 مارس الماضي، بضجيج إعلامي مكثف ومزيف للحقائق، عبر إعلامييها ومسانديها.
ويشار إلى أن تتطابق تصريح نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، قد حرض أمس السبت – من خلال تصريح رسمي- الحوثيين على ضرب المدن السعودية بالصواريخ طويلة الأمد.