مع تزايد عمليات “عاصفة الحزم” على معاقل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، وتكبيد تلك المليشيات خسائر فادحة في صفوف مقاتليها، وإضعاف قدراتها العسكرية على الأرض؛ بدأت إيران تلعب دورًا “خبيثًا” مع تطورات الأزمة اليمنية.
ومع دخول عمليات “عاصفة الحزم” يومها الـ24، بدأت إيران الداعمة للحوثيين، تكشف عن نواياها الحقيقية في التحريض ضد المملكة، وهو موقف بدأ يتزايد بنسبة كبيرة، من خلال تصريحات قيادات إيرانية رسمية، فضلًا عن مواقف قيادات من حرسها الثوري.
بيد أن هذا الموقف العدائي تجاه المملكة، يقابله قلة حيلة إيرانية دفعت طهران إلى تصدير رغبتها في حل سياسي للأزمة اليمنية.
موقفا إيران المتناقضان يسيران باتجاه متوازٍ ومتصاعد، وهو ما يعكس خوفها من قوة المملكة والتحالف الذي تقوده، خاصةً مع “صفعة مجلس الأمن”، وتبني قرار ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
التحريض
وبدأت إيران تحرض علنًا ضد المملكة، بعدما كانت في بداية عمليات “عاصفة الحزم” تميل إلى انتقاد العمليات فقط.
وزعم نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، امتلاك الحوثيين صواريخ طويلة الأمد، بإمكانها الوصول إلى أي مدينة سعودية، على حد تعبيره، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إيرانية محلية، في تحريض صريح على ضرب الأراضي السعودية.
تصريحات سلامي تأتي على عكس خطاب حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية وعبر المفاوضات.
وتأتي هذه التصريحات التحريضية بعد النجاحات الدبلوماسية التي أنجزتها السعودية في الأمم المتحدة، والعسكرية التي حققتها في الساحة اليمنية بهدف دعم الشرعية.
حل سلمي
ويظهر التناقض بين تصريحات سلامي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التي قال فيها: “إن طهران على استعداد للمساعدة على وقف العمليات العسكرية في اليمن وبدء جلسات حوار، وطرح خطة سلام من 4 بنود”.
وجاءت تصريحات ظريف خلال اتصال هاتفي مع مسؤول الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي؛ لمناقشة الحلول المطروحة للأزمة اليمنية.
وأوضح بيان للخارجية الإيرانية، السبت (18 أبريل 2015)، أن ظريف قال خلال اتصال هاتفي مع بن علوي، إن إيران مستعدة -وفي إطار خطة سلام من 4 بنود- لتقديم أي مساعدة لوقف العمليات العسكرية وبدء الحوار بين جميع الأطراف اليمنية.