رجح خبراء سياسيون وعسكريون أمريكيون أن تدفع الأوضاع في اليمن الرئيسَ الأمريكي باراك أوباما إلى تغيير مواقفه من إيران، بعد أن ظل لسنوات ملتزمًا باستراتيجية ترمي إلى إبقاء الولايات المتحدة في منأى عن الانضمام لحرب إقليمية كبيرة بين إيران وحلفاء أمريكا التقليديين من الدول العربية.
إلا أنه ومع انتشار إراقة الدماء، أصبح البيت الأبيض يواجه ضغطًا شديدًا خاصةً من الكونجرس ومن البعض في الجيش الأمريكي لمواجهة إيران بشكل أكثر قوة لدعمها جماعات مسلحة في المنطقة.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأحد (29 مارس 2015)، عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية: “لقد كانت لدينا دائمًا مخاوف بشأن سلوك إيران المزعزع للاستقرار، وبشأن التحريض الذى يمارسه واحد من أسوأ اللاعبين في المنطقة، ولدينا إدراك أيضًا للحدود الدقيقة التي يُمكننا من خلالها التأثير على هذا السلوك”.
وقال الكولونيل المتقاعد ديريك هارفكي، إنه كان يتم تجاهل هذه التحذيرات. كما كان الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي أشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في الفترة من 2010 وحتى 2013 ضمن الأصوات المطالبة بانتهاج سياسة تركز على معاقبة إيران ووكلائها ومحاورها في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين سابقين قولهم، إن الخطط لمعاقبة طهران كانت تُنحَّى جانبًا بسبب المخاوف من أن تؤدي إلى إفشال المفاوضات الرامية إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.
وقال إيلان جولدنبرج الذي عمل كرئيس لفريق إيران في البنتاجون: “الإيرانيون أظهروا أنهم يستطيعون التدخل في أي مكان حتى في وقت تفاوضهم بشأن القضية النووية”.
وذكرت الصحيفة أنه وفي ظل الفقر في اليمن، فقد ركزت السياسة الأمريكية على تدمير تنظيم القاعدة التي شكلت أشد تهديد للولايات المتحدة، ولم يُعطِ البيت الأبيض أهمية للحوثيين المدعومين من إيران الذين أسقطوا الحكومة اليمنية، وأجبروا الولايات المتحدة على سحب آخر قوات خاصة لها في اليمن الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة أن البعض يمتدح الاستراتيجية الأمريكية الجزئية التي تتعامل مع كل دولة بمنهج مختلف، ويصفها بأنها رد فعل براجماتي على الأزمة التي ستكدر المنطقة لعقود قادمة. لكن بعض الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يرون أن الجهود الأمريكية لتجنب حرب طائفية قد أثارت أقرب الحلفاء الامريكيين في المنطقة وجرأت إيران.
وفي ختام تعليقها، نقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد الخبراء في الشأن الإيراني قوله: “إن الرفع التدريجي للعقوبات قد يُعطي إيران تدفقًا من الأموال قد تستخدمه في إذكاء مزيدٍ من الاضطراب في المنطقة.. وقد تدفع خطوة كهذه الإدارة الامريكية إلى اتخاذ إجراء أقوى وأجرأ لطمأنة حلفائها في المنطقة الذين يشعرون بما تمثله الفوضى المحيطة بهم من تهديد.