يبدو أن الأزمات الدبلوماسية مع الأوروبيين بسبب قضية “رائف بدوي” لن تنتهي بالاعتذار السويدي وعودة العلاقات السعودية-السويدية، فالتصعيد -هذه المرة- سيكون في ألمانيا، بكتاب يصدر له، والذي يتضمن مقدمة تدعي زوجته “أنصاف حيدر” أنه أملاها إياها عبر الهاتف، ويروي فيها -بشكل درامي- “معاناته” من تنفيذ عقوبة الجلد بحقه.
ويبدو أن المشكلات بدأت مع الكتاب حتى قبل صدوره، حيث قالت عائلة بدوي في بيان الأحد (29 مارس)، إنه في الأول من أبريل ستنشر دار النشر الألمانية أولشتاين كتابا لرائف بدوي باللغة الألمانية. ومن المقرر أن يتبع ذلك نشر طبعتين باللغتين الفرنسية والإنجليزية، منوهة بأن الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات التي نشرها رائف بدوي في صحف سعودية قبل القبض عليه. وفي الواقع فإن العديد من هذه المقالات يمكن العثور عليه من على شبكة الإنترنت بشكل سهل.
كما ذكر بيان العائلة أن الكتاب، وقد نشر في صورة مقالات في المملكة السعودية نفسها، لا يحتوي على أي مواد تمس بوطن المدون رائف بدوي، المملكة السعودية، مشددة على أن هدف الكتاب ثقافي بحت، ولا يهدف إلى استفزاز أو النيل من أي طرف.
ومع إعلان مجلة دير شبيجل الألمانية -نقلًا عن الناشر- أن الحكومة الألمانية حذّرت من نشر الكتاب خشية حدوث مشكلات لاحقة، إلا أن الناشر عاد لينفي ذلك، حيث أكد “سيف بوبليتز” – من دار نشر أولشتاين بوشفيرلاج، في بيان الجمعة 27 مارس 2015- عدم وجود اتصالات سرية للشركة مع الحكومة الألمانية، في ما يتعلق بمشروع كتاب بدوي. مضيفًا: “لم نشر – في أي وقت من الأوقات- إلى أن الاتصال كان محاولة من وزارة الخارجية، لمنع نشر الكتاب أو لتعقيد المسألة”.
من جهتها، أكدت دبلوماسية ألمانية، أن “الوزارة لا يمكنها التنبؤ بعواقب مثل هذا النشر”، وفقًا لوكالة “رويترز”، وإن كانت تؤكد حرية بدوي في نشر ما يريد.
المشكلة الأخرى جاءت عندما أعلنت دار النشر، أن “رائف بدوي” قد أرسل رسالة مثّلت مقدمة الكتاب، إلا أنها جاءت لتعتذر لاحقًا بأن المقدمة لا ينطبق عليها كلمة “الرسالة”؛ لأنه أملاها على زوجته عبر الهاتف من سجنه في المملكة العربية السعودية، وهو ما تنفي بعض المصادر إمكانية حصوله.
مجلة دير شبيجل، قالت إن “بدوي” ذكر – في المقدمة- شعوره وهو يتلقى 50 جلدة ضمن الألف المحكوم بها بين مجموعة كبيرة من الناس، وقال إن نجاته بعدها كان يشبه المعجزة.