قال مسؤولون أمريكيون إن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن، بحسب ما نقلته عنهم وكالة “رويترز” للأنباء الأربعاء 25 مارس 2015.
ويأتي هذا بعد يوم من طلب أرسله الرئيس اليمني إلى مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بدعم عمل عسكري تقوم به “الدول الراغبة” للتصدي لتقدم الحوثيين.
ويريد هادي أن يتبنى المجلس قرارا يجيز “للدول الراغبة في مساعدة اليمن تقديم دعم فوري للسلطة الشرعية بكل السبل والإجراءات لحماية اليمن والتصدي لعدوان الحوثيين.”
وسبق أن وجه وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، نداء إلى دول الخليج طالبًا تدخل قوات درع الجزيرة لصد هجوم جماعة الحوثي عن الجنوب الذي يتحصن فيه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، محذرا من أن سقوط الجنوب يعني سقوط اليمن بالكامل وتهديد منطقة الخليج.
كما تأتي أنباء الحشد- غير المؤكدة بعد- عقب تقدم الحوثيين المدعومين من إيران صوب الجنوب بعدما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، وسيطروا على مدينة تعز بوسط البلاد مطلع الأسبوع، بينما يقتربون من عدن التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد.
ولم يصدر حتى كتابة هذه السطور أي تأكيد أو نفي من الرياض حول هذا الأمر.
وقال مصدران بالحكومة الأمريكية لـ”رويترز” إن المدرعات والمدفعية التي تحركها السعودية قد تستخدم لأغراض هجومية أو دفاعية.
وقال مسؤولان أمريكان آخران إن الحشد العسكري يبدو دفاعيا.
ولم تذكر الوكالة اسم المصدرين أو منصبيهما.
ووصف أحد المصدرين الحكوميين حجم الحشد العسكري السعودي على حدود اليمن بأنه “كبير”، وتوقع أن السعوديين ربما يستعدون لشن ضربات جوية للدفاع عن هادي إذا هاجمه الحوثيون في مدينة عدن بجنوب البلاد.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن واشنطن حصلت على معلومات مخابراتية عن الحشد العسكري السعودي، لكن لا توجد أنباء عن الموقع المحدد للحشد العسكري أو الحجم الفعلي للقوات التي تم نشرها.
وقال سكان يوم الثلاثاء إن القوات الموالية لهادي أجبرت المقاتلين الحوثيين على الانسحاب من بلدتين كانوا قد سيطروا عليهما قبل ذلك بساعات.
وتواجه السعودية خطر امتداد الاضطرابات عبر الحدود الممتدة بطول 1800 كيلومتر مع اليمن، وإلى المنطقة الشرقية التي يسكنها الشيعة، وتقع فيها أغنى الحقول النفطية.
واستضافت الرياض يوم السبت محادثات رفيعة المستوى مع جيرانها من دول الخليج العربية التي تدعم هادي كرئيس شرعي لليمن وعرضت كافة الجهود للحفاظ على الاستقرار في البلاد.
وهدد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، الاثنين، بأن بلاده ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية المنطقة من “عدوان” جماعة الحوثي إذا لم يمكن التوصل لحل سلمي للفوضى في اليمن.
من ناحية أخرى، السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، لـ”رويترز” بعد اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة العربية الأمريكية في واشنطن: “السعوديون يشعرون بقلق بالغ إزاء ما يعتبرونه معقلا إيرانيا في دولة فاشلة على طول حدودهم.”
لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا سابقا قال لـ”رويترز”، طالبا عدم نشر اسمه، إن احتمالات نجاح التدخل الخارجي في اليمن ضئيلة.