أثار قرار وزارة الصحة بإغلاق مستشفى الملك سعود شمالي جدة والاستغناء عن خدماتها مؤخرًا غضب ما يزيد على ثلاثة آلاف مريض بالإيدز وعدد لا يقل عنهم من حاملي الأمراض المعدية كالدرن، كون المستشفى يعتبر متخصصًا في التعامل مع الأمراض المعدية والعزل الطبي، ما يهدد بنقل المرض نتيجة لاختلاطهم بآخرين في المستشفيات الأخرى.
ووجد المرضى، وعددهم ليس قليلًا، أنفسهم “ممنوعين” من الدخول إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك سعود شمالي جدة.
وصدر قرار بتوقيع مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة، بحسب “العربية نت”، الخميس (19 مارس 2015)، يقضي بالاستغناء عن خدمات المستشفى، وإحالة جميع الحالات، سواء مرضى الإيدز أو الدرن وحتى الحالات الأخرى، إلى مستشفى شرق جدة، والاستفادة من “ملاكات المستشفى” في دعم المستشفيات القائمة في المحافظة.
مستشفى الملك سعود كان يعمل بسعة تشغيلية تصل إلى 85 سريرًا، وكان يحوي ثاني أكبر قسم للعناية المركزة على مستوى محافظة جدة، إلا أن
وجاء قرار وزارة الصحة بناءً على تقرير اللجنة المكلفة من قبل الوزارة للوقوف على المستشفى وإبداء الرأي بها، حيث استند تقرير اللجنة إلى أن مستشفى الملك سعود بجدة يقدم خدمة طبية محدودة لفئة معينة من المرضى (مرضى الإيدز) ويعاني قصور الخدمات بجميع أنواعها مع تدني نسبة الأشغال.
وزاد تقرير اللجنة المطالب بإغلاق المستشفى: “التوجه العالمي يهدف إلى دمج المصابين بالإيدز ضمن أفراد المجتمع، والتعامل معهم بشكل متساوٍ مع المرضى الآخرين من حيث توفير العلاج والمتابعة الصحية في المستشفيات العامة التي تتوافر بها جميع الخدمات الطبية، دون الحاجة إلى عزلهم”.
من جانبه، أوضحت الشؤون الصحية في محافظة جدة على لسان مساعد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة للخدمات العلاجية، الدكتور أحمد فادن، أن المديرية حريصة على صحة وسلامة المرضى، والعاملين في القطاع الصحي من أطباء وكوادر فنية وتمريضية وإدارية، كما تحرص على سلامة كافة المواطنين والمقيمين.
وأضاف الدكتور فادن: ” تم بالفعل الوقوف على مستشفى الملك سعود وحجم الخدمة الصحية المقدمة والفئة المستهدفة، ودراسة جميع الخيارات المتاحة، وهي بصدد نقل خدمات المستشفى إلى مستشفى شرق جدة، وسوف يتم نقل الخدمات على مراحل، ومنها إغلاق قسم الطوارئ والعناية المركزة، وتحويل جميع الحالات إلى مستشفيات المحافظة”.
وبحسب أحد مرضى الإيدز، فإن مستشفى الملك سعود، بشهادة عدد من الأطباء والكوادر الصحية، يعتبر متخصصا في الأمراض المعدية والعزل الطبي، وتساءل مستنكرا: “كيف يتم تحويلنا كمرضى للتخالط مع الأصحاء، خاصة أصحاب الأمراض الأكثر سهولة في الانتقال كالدرن، إضافة إلى عدم الاهتمام بالحالة الاجتماعية التي سنعاني منها، في حال توزيع ملفاتنا إلى مستشفيات أخرى، قد لا تتوافر فيها الخصوصية الطبية الموجودة في مكاننا السابق”.