في تحريض علني مضلل، دعا تنظيم “داعش” المتعاطفين معه في السعودية إلى “البراءة من أهلهم وذويهم”، بل وقتلهم.
وبث التنظيم على مواقع الإنترنت، إصدارًا مرئيًّا لمحاضرة دعوية، يرجح أن ملقيها سعودي الجنسية، وفقًا لصحيفة الحياة، اليوم الثلاثاء (17 مارس 2015)، وتضمنت تحريضًا صريحًا على قتل الأقارب والأهل بدعوى “المعروف والنصرة، وتطبيقًا لشريعة الولاء والبراء”.
وتداول مغردون “دواعش” الإصدار الأخير الذي أنتجه ما يسمى “المكتب الإعلامي لولاية بركة”، على نطاق واسع، موجهين ما جاء فيه إلى من سموهم “المناصرين في الداخل والمعذورين من النفير واللحاق بصفوف التنظيم”.
وتضمن الإصدار محاضرة دعوية مصورة في إحدى المناطق التي يسيطر عليها “داعش”، دعوة “للمناصرين إلى البراء من أهلهم أولًا”، معتبرين ذلك من “المعروف الذي جاء في القول المأثور: (الأقربون أولى بالمعروف)، وقتلهم ثانيًا، وتخصيص القتل للأهالي الموظفين في السلك العسكري”.
واعتبر أستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى عضو مجلس الشورى السابق الدكتور الشريف حاتم العوني، هذا الخطاب الداعشي “خطابًا إجراميًّا لا علاقة له بالإسلام”.
وقال: “هذا خطاب يقوم على رأي فيه جهل وغلو شديد في الموقف، من الاستعانة بالكافر على المسلم الباغي الظالم، وهو خطاب يدعو إلى قطع الرحم وعقوق الوالدين واستباحة دم المسلم بغير حق؛ فهو جمع من الكبائر والموبقات ما لا يستبيحه مسلم، إلا هذا الفكر المنحرف الذي ينطلق (داعش) منه”.
وأضاف العوني: “هذا التقرير الناشئ عن شدة الغلو من مسألة (الولاء والبراء)، ومسألة حكم الاستعانة بالكافر على المسلم منه خاصةً، وهذا التقرير الغالي، لا يزال هو المقرر لدى كثير من المعاصرين؛ لأنه هو الأكثر شيوعًا في مؤلفاتهم، مثل (الدرر السنية)، وغيره من الكتب المطبوعة والمفسوحة في السعودية، على رغم التنبيه على غلطه وخطورته”.
وأوضح أن الاستعانة بالكفار على المسلمين -وهو موضع الجدل في الولاء والبراء- لا يكون كفرًا، إلا إذا كانت لاعتقاد كفري، كبغض دين الإسلام وأهله. أما بغير ذلك فيختلف حكمه حسب مقصد المستعين، وحسب مصالح هذه الاستعانة ومفاسدها.
بدوره، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور منصور الشمري، أن “التكفير عند الجماعات المتطرفة ينطلق غالبًا من الغلو في عقيدة الولاء والبراء. والتوجه إلى الغلو سببه إيجاد أرضية ومناخ مؤثر في الأتباع لتنفيذ العمليات الإرهابية، كالتفجير والاغتيالات؛ لذلك لا نستغرب عندما يكفر أحدهم رجال الأمن، تمهيدًا لقتلهم والإخلال بالأمن”.
وقال الشمري: “غالبًا ما يكون تصوير الولاء والبراء مؤثرًا، عندما يمزج بآيات وأحاديث، وتستغل الجماعات المتطرفة صغار السن في تنفيذ العمليات الانتحارية، فيما لا نجد قائدًا نفّذ عملية انتحارية إلا ما ندر، وفي ظروف أجبرته على ذلك.
من جهته، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة محمد العمر؛ إن “المتعاطفين مع داعش يتلقون تحفيزات لعمل اغتيال من شأنه إرباك المشهد العام في الداخل، ولو على حساب التضحية بالأخ أو الأب، أو حتى القريب؛ لمجرد عمله في قطاع عسكري. وهذا في الغالب يتلقفه حدثاء الأسنان وعديمو الإدراك بِعِظَم الفعل، لا بحيثيات العواقب.