5 أعوام متواصلة من العذاب والألم.. هكذا كانت حياة الطفلة نورة الرشيدي؛ حيث لم يشتد عودها ويَقْوَ ساعداها عن دفع هذا الظلم الذي جاء من أقرب الناس إليها: “والدتها”.
عانت “الطفلة” من عذاب والدتها، التي دأبت على تعنيفها بشكل شبه يومي بالحرق والكسر والربط بالسلاسل.
وفي آخر موجة لتعذيب “نورة” من قبل والدتها -التي بدت قاسية- إرسالها إلى مستشفى الملك خالد لتلقي العلاج، فيما تتابع إمارة منطقة حائل بجدية القضية بعدما أُثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتؤكد معلومات تحصلت عليها “مصادر”، أن إمارة حائل ستتخذ الإجراءات النظامية المتبعة، بعد إعداد التقرير الطبي عن حالة الطفلة.
وبات ما تعانيه الطفلة من والدتها، قضية رأي عام في المجتمع الحائلي، فضلًا عن انتشار وقائع التعذيب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الناشط الحقوقي مخلف بن دهام الشمري، إنه أبلغ رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة حائل -بصفته عضوًا في برنامج الأمان الأُسْري- قبل 3 أعوام بحالة الطفلة المعنفة، عندما كانت تدرس في الصف الأول المتوسط، وتعرضت للحرق والتعذيب والطعن.
وحسب ما ذكره الناشط الحقوقي، في خطابه منذ 3 سنوات، أن عذر الأم (عراقية الجنسية) في تعذيب طفلتها الكره؛ لأنها تذكرها بسقوط بغداد، خاصةً أن والد الطفلة مقعد بالفراش وهي تتعذب.
ولفت إلى وجود تقارير طبية منذ كانت “نورة” في الابتدائية، ولم ينقذها أحد!، وقد تتعرض حياتها للخطر.
بدورها، تواصلت “مصادر” مع المدير العام للشؤون الاجتماعية سالم بن عبدالكريم السبهان، وهو المتحدث الرسمي باسم فرع الشؤون الاجتماعية بمنطقة حائل، إلا أنه لم يرد على اتصالات الصحيفة حتى إعداد هذا التقرير.
وأنشأ مغردون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وسمًا بعنوان (#أنقذوا_المعنفة_نورة_الرشيدي) يطالبون فيه بتدخل أمير المنطقة الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز.
وقالت الكاتبة منار الرياض بألم: “يداها النحيلتان تسكب عبرة قبل أن تسكبها عيناها.. لم تشاهد البياض، لم تعرف إلا السواد، وأُوجه نداء لمدير شرطة حائل لإنقاذها من والدتها المجرمة”.
فيما كتبت المغردة “فتاة من البادية”: “فاتحين هاشتاق ونتناقش فيه موضوع نورة.. طفلة تموت بين أنياب وحوش الأهل الجيران المسؤولين ونحن المشاهدين.. كلنا وحوش”.
وقالت الناشطة الاجتماعية سعاد الشمر: “جارتهم اتصلت بحقوق الإنسان في حائل، قالوا يجب أن تحضر الطفلة وتبلغ بنفسها، وسبق أن هربت الطفلة عند عمالة قريبة من المنزل، وحين أخذتها الجارة لتحميها بلغت والدتها الشرطة”.
وناشد المغرد محمد محفوظ أمير منطقة حائل: “نسترجيكم أن تنقذوا الطفلة قبل أن تودعنا ونندم على فراقها من عنف قادم”.
فيما طالب عدد من المغردين بمحاسبة مديرة المدرسة التي تدرس فيها الطفلة (نورة)، إذا لم تبلغ الجهات المعنية بالأمر.