“إنني أميز بين حرية التعبير ونشر رسائل تُعتبر بمثابة تمجيد للإرهاب”.. عبارة حاسمة رد بها وزير الداخلية الفرنسي على منتقديه من الحقوقيين عقب وقوف الوزارة وراء حجب 5 مواقع على الإنترنت بتهمة تمجيد الإرهاب.
وحجبت فرنسا منذ نهاية الأسبوع 5 مواقع بهذه التهمة للمرة الأولى منذ اعتماد البرلمان قانونًا في الخريف الماضي يتيح ذلك في إطار مكافحة الإرهاب، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت وزارة الداخلية، (16 مارس 2015)، إن أوامر الحجب تم تبليغها لمزودي الخدمة الذين أُمهلوا 24 ساعة لاتخاذ “كل التدابير اللازمة لحجب هذه العناوين” التي من بينها “مركز الحياة ميديا” وهو فرع لتنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف باسم “داعش” يتولى الاتصالات، و”إسلاميك نيوز انفو”.
وصدر أمر الحجب عن المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبات في وسع الحكومة حجب المواقع التي تشيد بالإرهاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي تم إقراره في نوفمبر الماضي.
وتعرض القانون لانتقاد اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان التي اعتبرت أنه ينبغي أن يصدر القرار عن قاضٍ.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف مساء الاثنين: “لا أريد مواقع على الإنترنت تؤدي إلى ذرف الدموع”.
وأضاف: “إنني أميز بين حرية التعبير ونشر رسائل تعتبر بمثابة تمجيد للإرهاب. رسائل الكراهية هذه تشكل جنحة”.
من جهته، صرح ممثل لوزارة الداخلية للصحفيين: “نحن في مرحلة التقييم”، مع إشارته إلى أن أمر الحجب صدر للمزودين وليس لناشري المواقع “الذين لم يتم تحديد هوياتهم”.
وأوضحت الوزارة أن عمليات أخرى مماثلة ستستهدف مواقع أخرى تُقدر بـ”العشرات”.
وينص القانون كذلك على إصدار أمر إداري بمنع الخروج من البلاد لكل من يشتبه بأنه مسافر للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
وفي إطار القانون، صودرت جوازات سفر ستة شبان فرنسيين منتصف فبراير الماضي لستة أشهر يتم تجديدها على مدى سنتين.
وجاء قرار حجب المواقع الفرنسية الخمسة في نفس اليوم الذي أعلن فيه موقع “فيس بوك” أنه لن يسمح باستخدامه لنشر الإرهاب وخطاب الكراهية.
وقال في بيان له إنه سيتخذ مجموعة واسعة من التحديثات “لمعاييره المجتمعية”، ومنها أنه لن يسمح بوجود مجموعات تدعو إلى ممارسة الأنشطة الإرهابية والإجرامية ونشر الكراهية.
وكذلك لن يسمح بوجود “الصور المرعبة عندما يتم تبادلها للإشادة بالعنف وتمجيده”، ولن يسمح بالإشادة بقادة التنظيمات الإرهابية.
وتأتي هذه الخطوة فيما يسعى “فيس بوك” وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعريف المحتوى المقبول وحرية التعبير مع ارتباط اسم هذه المواقع بترويج التطرف والإرهاب.
ويعد موقعا “فيس بوك” و”تويتر” وسيلة هامة جدًّا في يد التنظيمات الإرهابية لسرعة انتشارها، ورخص تكلفتها لنشر أفكارها وأنشطتها، وتجنيد عملاء وأتباع لها.