يستعد بعض نشطاء الثورة السورية لإحياء ذكرى اندلاع ثورتهم المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد في (18 مارس 2015) في عدّة عواصم عالمية، بإطلاق ما أسموه “الموجة الثانية للثورة السورية” للعودة إلى بواكير ثورتهم، وإعادة مطالبها إلى بساطها الأول.
المطالب التي يقول ناشطون إنها سُلبت منهم بعد مرور أعوام على الثورة السورية من قبل من يصفونهم بـ”متسلقي الثورة”، وهي إسقاط الرئيس بشار الأسد، ورحيل كافة أركان نظامه من السلطة.
وتأتي الموجة الثانية للثورة السورية، بعد حصاد أربع سنوات من الانتهاكات خلال الحرب الأهلية الدائرة، دون أن يحرّك المجتمع الدولي أي ساكن لحقن دماء المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة.
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي تتخذ من لندن مقرا لها، فإن قوات الأسد قتلت 176 ألف مدني، باستخدام الرصاص الحي، والقنابل البرميلية المتفجرة، وصواريخ السكود، والقذائف التي تحمل مواد كيماوية.
كما قالت الشبكة في تقرير صدر عنها أمس الأحد (15 مارس 2015) إن النظام السوري اعتقل 215 ألف سوري منذ بداية الاحتجاجات المناهضة لبشار الأسد في (مارس 2011)، منهم 85 ألف شخص لا يُعرف عنه شيء.
وجاء في التقرير أن تنظيم “داعش” قتل من السوريين 3967 شخصًا منذ دخوله الأراضي السورية في أواخر عام 2013، منهم 12 شخصًا تحت التعذيب؛ واعتقل التنظيم 3914، بينهم 1471 باختفاء قسري لا يُعرف عنهم شيء.
وجاء في التقرير أن تنظيم “داعش” قتل من السوريين 3967 شخصًا منذ دخوله الأراضي السورية في أواخر عام 2013، منهم 12 شخصًا تحت التعذيب، واعتقل التنظيم 3914 بينهم 1471 باختفاء قسري لا يُعرف عنهم شيء.
وعلى الرغم من طول أمد الأزمة السورية، وزيادة معاناة الشعب السوري، فإن التظاهرات التي تخرج في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تشهد حصارًا خانقًا، تؤكد أن المناهضين للأسد لا يزالون مستمرين في السير لتحقيق مطالبهم الأولى بإسقاط النظام ومحاكمة المجرمين.
ويقول المفكر الاجتماعي عبد الكريم بكّار، إن الثورة السورية صارت في حاجة ماسّة لـ”الموجة الثانية” حتى لا يتحول المواطن السوري الحر إلى لاجئ في دول الجوار، ويصبح محط شفقة الناس والمنظمات الإغاثية.
وتهدف الموجة الثانية التي أطلقها ناشطون في (13 مارس 2015) إلى الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة من الأزمة السورية، واستعادة الروح الشعبية للثورة السورية، وتحفيز النشاط الثوري في سوريا. بحسب القائمين على المبادرة.
وخرجت أولى المظاهرات المرحبة بالموجة الثانية في مدينة معرّة النعمان بريف إدلب، في جمعة أطلق عليها اسم “موجة ثانية للثورة” رفع فيها المتظاهرون شعارات إسقاط النظام السوري، وأعلام الثورة السورية ذات النجوم الثلاثة.
كما نظّم القائمون على مبادرة الموجة الثانية، مسيرة -بالتنسيق مع الأتراك- في مدينة إسطنبول التركية، ظهر الأحد رفعوا فيها شعار الموجة، وشددوا على إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم الموجة، بدر الدين الأحمر، إن “الموجة قادمة حتى يتحسس بشار الأسد وضباط جيشه رؤوسهم، ويعلموا أن مطالب الناس في إسقاطهم لا تراجع عنها، وأن الروح المعنوية العالية عادت من جديد، لترصّ الصفوف وتوحد الراية والكلمة”، حسب قوله.
وشارك في المسيرة التضامنية مع السوريين مئات من الأتراك الذين نددوا بالوجود الإيراني في سوريا، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ السوريين من ويلات العمليات العسكرية الدائرة هناك.
وخرجت مسيرة أخرى في العاصمة البريطانية لندن، تؤيد مبادرة الموجة الثانية للثورة السورية، وتدعو إسقاط النظام السوري، واعتبار بشار الأسد مجرم حرب.