بدأ النظام السوري يلتقط انفاسه ويعلو صوته بعد ان تم (اختزال) الازمة السورية برمتها في قضية السلاح الكيماوي، وتأجيل او حتى الغاء الضربة الاميركية المزمعة، فقد اتهمت دمشق امس الدول الغربية بالسعي لفرض ارادتها على الشعب السوري، وذلك ردا على تصريحات لوزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بحسب تصريح لمصدر في وزارة الخارجية اوردته وكالة الانباء الرسمية (سانا) امس.
وقال المصدر “في تأكيد جديد على حجم تورطهم بالازمة في سورية وسعيهم المحموم لفرض اجنداتهم وارادتهم على الشعب السوري حاول وزراء خارجية الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا الترويج لمواقفهم المتناقضة والتوفيق بين مزاعم دعمهم للحل السياسي وتورطهم في استمرار العنف وفي دعم المجموعات الارهابية المسلحة المرتبطة بجبهة النصرة التي تستمر بارتكاب جرائمها ضد الشعب السوري بهدف اطالة امد الازمة”.
واتهم المصدر الوزراء الغربيين بالسعي الى “فرض ارادتهم على الشعب السوري”.
وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وفرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ عقدوا الاثنين مؤتمرا صحافيا مشتركا في باريس. وقال كيري خلال المؤتمر ان “الاسد فقد اي شرعية تخوله ان يحكم بلاده”، مؤكدا التزام الدول الثلاث حيال المعارضة.
كما اعلن فابيوس عزم بلاده تعزيز دعمها للائتلاف السوري المعارض، قائلا “نعرف انه من اجل التفاوض على حل سياسي، يجب ان تكون هناك معارضة قوية”.
وقال المصدر السوري ان “سوريا أكدت في مناسبات متعددة الالتزام بالحل السياسي القائم على الحوار بين السوريين بقيادة سوريا بما يمكن الشعب السوري من رسم مستقبله بنفسه”، متهما الغربيين ب”استباق نتائج الحوار”.
واضاف ان سوريا “تؤكد اليوم على وجوب أن تحترم أي عملية سياسية يتم التوافق عليها دوليا خيارات الشعب السوري وأن تبتعد عن أي محاولات لمصادرة إرادته بشكل مسبق”.
وتابع ان الرئيس بشار الاسد “هو الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب السوري وسيبقى كذلك طالما أراد الشعب السوري ذلك وهو يمارس صلاحياته بموجب الدستور الذي أقره الشعب السوري”، مضيفا “من لا تعجبه هذه الحقيقة فعليه الا يذهب الى مؤتمر جنيف”، في اشارة الى المؤتمر الذي تدعو اليه موسكو وواشنطن لايجاد حل سلمي للازمة السورية.
واكدت الخارجية السورية ان “الحديث عن المشروعية السياسية والدستورية في سورية هو حق حصري للشعب السوري لا يجوز للولايات المتحدة ولا لحلفائها أو أدواتها إدعاء الحق بمصادرته او تخويل نفسها السلطة والولاية لفرض إرادتها بهذا الشأن على الشعب السوري”.
وطالب المصدر الدول الثلاث بوصفها دولا دائمة العضوية في مجلس الأمن ب”العمل بشكل صادق وجدي” على احترام القانون الدولي “بدلا من السعي لفرض إرادتها على الدول والعمل على زعزعة استقرارها تارة عبر التهديد بالعدوان وتارة أخرى باللجوء إليه بشكل مباشر أو غير مباشر عبر أدواتها المحلية وعملائها”.
أنصار النظام يرقصون ويغنون على جثث أبناء الشعب السوري!!
في الوقت الذي يئن الشعب السوري تحت وطأة نظام فقد شرعيته لايتوانى عن قتل شعبه في مقابل البقاء في سدة الحكم غير عابيء بالدمار والتشريد الذي يعاني منه 6 ملايين لاجيء يلقون قوت يومهم بشق الانفس، يبدأ انصار النظام عندما يسدل الليل ستاره على دمشق بارتياد الملاهي الليلية، ليرقصوا على ايقاع الانغام التي تنسيهم انهم قد يكونون ضحية مقبلة للنزاع الدامي.
في أحد الملاهي الليلية في حي الشعلان، يتمايل شبان وشابات على ايقاعات غربية وعربية، في حين يلاعب الساقي الزجاجات بمهارة فائقة.
ويقول محمد (25 عاما) الذي يعمل تاجرا للسيارات “آتي الى هنا لتغيير الجو. هنا الفرح. اريد ان اعيش، ولا ارغب في سماع الاخبار السيئة”.
على حلبة الرقص، يتفاعل رواد الملهى بحماس مع الايقاع السريع لاغنية مؤيدة للرئيس بشار الاسد، تقول كلماتها “لا تسألني كيف وليش (لماذا)، ما حمانا (لم يحمنا) غير الجيش. حمص ودرعا ودير الزور، ما بدهم (لا تريد) الا الدكتور”، في اشارة الى الاسد الذي تخصص في طب العيون.
وتضيف الاغنية “على العالم أمان ساهر، منحيي العميد ماهر”، في اشارة الى العقيد ماهر شقيق الرئيس السوري، والذي يتولى قيادة الفرقة الرابعة في الجيش، أبرز فرق النخبة التي تتولى حماية دمشق ومحيطها.
ويقول “مودي العربي”، وهو الاسم الفني لمغني راب اقام عامين في المغرب قبل العودة الى دمشق، ان “كل الناس سيموتون يوما ما، لكن الشعب السوري يحب الحياة، والاهم انه يحب ان يكون سعيدا. اذا ارادت اميركا ضربنا، انا واثق من ان جيشنا سيدافع عنا”.
ويضيف هذا الشاب البالغ من العمر 22 عاما “الجميع يأتون الى هنا مع اصدقائهم لنسيان روتين الاسبوع”.
و”مودي” عضو في فرقة لموسيقى الراب تعرف باسم “دمشق العاصمة”. يكتب، يسجل، ويخرج اشرطة مصورة لاغنيات تحيي الحنين الى العاصمة السورية ما قبل اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011.
وشارك هذا الشاب منذ سن السابعة عشرة، في مهرجانات في سورية، وبات حاليا يقدم امسيات خاصة مرة كل 15 يوما، لجمهور من الشباب ما بين الرابعة عشرة والحادية والعشرين من العمر “لانه من الصعب الحصول على ترخيص من الاجهزة الامنية”.
ويقول مدير الملهى بشار (29 عاما) “نبقي ابوابنا مفتوحة حتى الساعة الثانية فجرا، والامور تسير على ما يرام. لكن لا تذكروا اسم الملهى لانني اخاف من استهدافه بذريعة انه لا يجدر بنا ان نحتفل وقت يموت الناس”.
في دمشق ما يقارب 12 ملهى مماثلا. ويقول احمد (22 عاما) “غالبا ما ننوع في اماكن السهر، وهذا يعتمد على المكان حيث يرغب اصدقائي في التلاقي. يمكن العثور في بعضها على الملذات”.
وعلى رغم اصوات المدافع وهدير الطائرات الحربية التي تحلق في الاجواء، يجتمع عشية كل خميس، وهو بداية نهاية الاسبوع في سورية، نحو 200 عاشق لرقص السالسا في احد فنادق دمشق، للرقص على انغام الموسيقى الكوبية.
تحضيرا لهذه الامسية الاسبوعية، تجتاز يارا مسافة 25 كلم مرتين اسبوعيا لتنتقل الى المركز الثقافي البلغاري في حي المالكي وسط دمشق، حيث تتلقى دروسا في رقص السالسا و”التشاتشا” و”الميرينغي” و”التانغو”.
وتقول هذه الشابة البالغة من العمر 22 عاما، الحائزة شهادة جامعية في الاقتصاد “هنا انا مختلفة، انا سعيدة. اصبحنا كلنا اصدقاء”.
على الحلبة، نحو عشرة ازواج يتدربون تحت الانظار المركزة للمدربين فادي الذي يعمل نهارا مع الامم المتحدة، وميس التي تعمل كمعاونة لمدير شركة اتصالات.
ويؤكد فادي (30 عاما) “نرقص للتخلص من طاقتنا السلبية”.
اما ميس (28 عاما)، فتقول ان “السوريين قبل الحرب لم يكونوا نشطين الى هذا الحد. حاليا فهمنا ان الحياة قصيرة “.
في دمشق القديمة أجواء مشابهة. فقد تحولت قاعة “الكاريوكي” في فندق “بيك باش” مرتعاً لعشاق الموسيقى العربية وخصوصا الاغنيات السورية.
وعلى صوت رشا طباع وهي تغني “حالي حال”، احدى اشهر القدود الحلبية التي اداها صباح فخري، يؤدي اصدقاؤها الرقص الشرقي على هواهم.
وتقول ربة المنزل هذه إن “الوضع سيىء ونأتي الى هنا لتغيير الجو. احب ان اغني واعتقد ان لدي صوتاً جميلاً”.
وتعود ملكية الفندق لعائلة باش. وتقول أروى، والدة الشاب محمد باش الذي تأهل الى نصف نهائي برنامج “ستار اكاديمي” للمواهب في العام 2009، ان ابنها “يعشق المجيء الى هنا للمشاركة في الغناء مع اصدقائه”.
هذا هو حال انصار النظام السوري .. يرقصون ويغنون على جثث ابناء الشعب السوري!!