ذكرت “سي إن إن” العربية أن واقع المرأة السعودية يختلف تماما عن الصورة التي ترسمها التقارير الحقوقية التي تعتبر أن حقوقها مهدرة، ولا تتمتع بالمساواة مع الرجل.
وقالت المحطة الأمريكية في تقرير مطول الأحد (8 مارس 2015) إنه بينما تتجه أنظار العالم في يوم المرأة العالمي إلى السعودية المصنفة من بين أكثر الدول سوءًا فيما يتعلق بحقوق المرأة، بحسب تقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في عام 2008، فإن الواقع على الأرض يقول بخلاف ذلك.
وأضافت أن المرأة السعودية تمارس عملها جنبا إلى جنب مع الرجل، مع وجود بعض التحفظات التي تنص عليها الشريعة الإسلامية التي تُحكم بموجبها البلاد، بالإضافة إلى بعض العادات والسلوكيات التي لا تزال متغلغلة في المجتمع.
ونقلت “سي إن إن” عن هوازن الزهراني، وهي ناشطة اجتماعية في مجال حقوق الطفل، قولها إن المرأة السعودية كغيرها من النساء المسلمات، مكرمة من الناحية الدينية، إذ يغلب على نسبة كبيرة من المجتمعات الإسلامية الطابع الديني، على حد قولها.
وأوضحت هوازن أنه في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بدأت فعليا في ممارسة حقوقها في المجتمع، مضيفة: “الملك عبدالله بن عبدالعزيز أسس لأن تأخذ المرأة السعودية كامل حقوقها، بل وذهب لدعمها بعدد من القرارات والبرامج، فيما أكمل الملك سلمان بن عبدالعزيز مسيرة سلفه، بالحفاظ على المكتسبات التي حققتها المرأة في وقت مضى”.
وأشارت الزهراني إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية تقريبا، بدأت النظرة تتغير إزاء المرأة السعودية، فأصبحت صاحبة قرار، وذلك بعد الأمر الملكي الذي أصدره الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بأن تكون المرأة عضوا يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة 20 في المائة من مقاعد العضوية كحد أدنى، وبات المجلس الحالي يضم في عضويته وتحت قبته 30 امرأة من أصل 150 عضوا، هم مجموع أعضاء مجلس الشورى السعودي”.
وقالت الزهراني، إن موضوع المرأة في الخليج العربي والمملكة العربية السعودية تحديدا “حمل فوق طاقته”، معللة ذلك بأن “هناك من يستغل خرق التشريع الديني أو القوانين المنظمة للبلد، إما بحثا عن الشهرة وتسليط الأضواء عليها، أو بإيعاز من أحد، وهم يتذرعون في ذلك بممارسة الحرية، متناسين أن لكل بلد خصوصيته وقوانينه، وبالتالي هم بذلك يسيئون للمرأة السعودية وحقوقها ولا يخدمون مطالبها الرئيسة”.
من جهتها، أيدت هيفاء عبدالله، وهي موظفة في قطاع السياحة والفنادق، نفس الطرح، إذ ترى أن المرأة السعودية لم يعد نشاطها محصورا كسابق عهدها في الأعمال المنزلية والحياة الزوجية فقط، وإنما باتت هي الأم والزوجة وفي نفس الوقت المرأة العاملة، وبحسب هيفاء أيضا فإن المرأة السعودية تمكنت من التغلب على عدد من المعوقات لإثبات فاعليتها كامرأة عاملة، بالإضافة إلى تكفلها بالأعمال المنزلية وأعباء الحياة اليومية.
وأوضحت هيفاء أن النظرة للمرأة السعودية تبدلت كثيرا في الآونة الأخيرة، وأصبح الناس يتقبلون وجودها في العمل، بناء على تجربتها الشخصية في مجال عملها، الذي كان في يوم من الأيام حكرا على الذكور دون الإناث.
وأقرت هيفاء بأنه لا تزال هناك تحديات أمام المرأة السعودية، أبرزها عدم تمكينها لتولي مراكز قيادية، رغم الجدية وروح المثابرة التي أبدتها المرأة في مجالات العمل المختلفة، والتي لا تقل عن الرجل في حسن أدائها.
فيما اختلفت عفاف الحربي مع قريناتها هوازن وهيفاء، إذ ترى أن النساء السعوديات، ورغم ارتفاع سقف الحرية لهن في الفترة الأخيرة، فإنهن يعانين من فقدان عدد من حقوقهن، مضيفة أن المرأة لم تتمكن حتى اللحظة من أخذ حقها الأوّلي في تحديد شريك حياتها، باستثناء الأقلية على حد وصفها.