أكد الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، الشيخ خالد الشايع، أن ما أدلى به المنشق الهارب سعد الفقيه، في مقابلتة مع CNN بالعربية، يدخل في نطاق “الكذب الصريح” ويندرج ضمن “الأمنيات” حول الوضع بالمملكة. وقال إن مشروع الفقيه الانقلابي “مات بمهده”. بينما اتهم أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود وليد الرشودي الهارب الفقيه بـ “تجهيل” المجتمع.
وقال الشيخ الشايع: “اطلعت على مقابلة CNN بالعربية مع سعد الفقيه، وهي تعكس التصورات التي دأب الفقيه على طرحها في منشوراته وعبر قناته الفضائية، وعبر الوسائط الأخرى باسمه الصريح أو بغيره”.
وتابع الشايع بالقول: إن كلام الفقيه “تضمن معلومات متنوعة، فمنها أمور تدخل في نطاق الكذب الصريح، ومنها أمور تعكس الأمنيات التي تتردد في فكره، وهذه يطلق عليها الأطباء “الوسواس القهري”.. ولذلك حاول الفقيه نشر أفكاره بعدد من الأساليب والأسماء،” مضيفاً: “لا شك أن السلطات الصحية البريطانية تتحمل مسؤوليتها نحوه لتقصيرها في علاج هذا المرض العصابي للفقيه، وهو ينعم بإقامته على أرضهم، وهم يستفيدون من خدماته”.
وأكد الشايع أن السعودية “خيارها الإسلام في موقعها الجغرافي والسياسي والتاريخي، ومصدر الحكم والقوة فيها إنما هو بتطبيق الشريعة”. وقال: “الفقيه استمات بطعنه في كبار علماء المملكة،” مضيفاً أن ما وصفه بـ “مشروع الفقيه وزمرته في الانقلاب على الحكم في السعودية” قد “مات في مهده،” بسبب موقف رئيس هيئة كبار العلماء في زمانه، الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز.
ورأى “الشايع “أن ما أدلى به الفقيه حول الأسرة المالكة بالسعودية والصراعات داخلها، مجرد “توقعات وأمنيات” يقابلها “منهج ونموذج هذه الأسرة منذ حملت راية الإصلاح والتجديد”. ورفض “الشايع” تركيز الفقيه على فكرة “تغيير الحكم في السعودية”، منتقداً من يريد “تفريق الأمة وشق صفها بسبب ما يؤول إليه مطلبه من إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والإخلال بالأمن”، على ضوء الأحداث بليبيا وتونس ومصر.
وشدد الشايع على أن الديمقراطيات التي يدعو لها الفقيه “في أحسن صورها لا ترقى للخير الحاصل في المملكة”، مضيفاً أنه لا يستغرب انتقاده للدولة والعلماء بعد أن انتقد الصحابي معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية، وختم بالقول: “من السذاجة بمكان أن يظن الفقيه أن ما عاشه هو من الغدر والخيانة يمكن أن يروج له بين شعب المملكة النبلاء الأوفياء.
من جانبه، قال أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض وليد بن عثمان الرشودي: إن ما أدلى به “الفقيه” يحمل جملة من المغالطات في حديثة إلى العالم الخارجي الذي يجهل الكثير عن حقائق الوضع في المملكة.
ورفض الرشودي تقسيمات الفقيه للتيار الديني في السعودية، قائلاً “لا يليق بعاقل أن يروج لنفسه أو لفكرته بإشاعة الباطل الذي يكذبه الواقع”. وتابع بالقول: “يجب أن يفرق المطلع بين ما يريده سعد الفقيه ويتبناه، وبين منهج أهل العلم والفكر والعقلاء، فالفقيه يتبنى منهج التغيير، وأهل العلم والفكر والعقلاء يتبنون منهج الإصلاح الذي أمر الله به رسله وأنزل به كتبه، ويعلمون أن الإصلاح طويل وشاق”.
وتوجه الرشودي إلى الفقيه بالقول: إنه كان يرغب بألا يعمد إلى “تسطيح المجتمع وتجهيله بهذه الطريقة” مضيفاً: “المجتمع ولله الحمد في بلادنا واع بدرجة عالية، يعلم حقوقه وأولوياته ويحافظ على مكتسباته الدينية والدنيوية”.
وأردف الرشودي بالقول: “لا ندعي الكمال ولا التزكية لبلادنا، إلا أن على المخالف والناقد العدل بالقول، فإن بلادنا ولله الحمد والمنة الوحيدة التي يحكم قضاتها بالشريعة، ومعالم الدين فيها ظاهرة، ونقر بأن هناك تقصيراً في أمور دينية ودنيوية، سبيل حلها هو استمرار الاحتساب عليها وتبيين الخطأ فيها ونصح ولي الأمر عليها، وهذا ولله الحمد متاح وواضح وأثره في الجملة ظاهر”.
وأضاف أستاذ الدراسات الإسلامية لـCNN بالعربية: “القاعدة العقلية الشرعية تنص على أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، والفقيه بعيد عن التصور الحقيقي لبعده عن الواقع، فهو أشبه بصاحب التحليل الإخباري منه بالخبير الممارس” واتهم الفقيه بمصادرة حق “أهل العلم والدعوة والفكر والاحتساب” في تبني سبل الإصلاح التي يرونها .