كشف تقرير للأمم المتحدة عن أن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، جمع ثروة تصل إلى 60 مليار دولار خلال العقود الثلاثة التي حكم فيها اليمن.
وأوضح التقرير الذي نشره موقع “فرانس برس”، الخميس 26 فبراير 2015، أن صالح جمع عن طريق الفساد ثروة تقدر بما بين 32 و60 مليار دولار خلال 33 سنة في السلطة.
وقال الخبراء، معدو التقرير الذي تم تسليمه لمجلس الأمن الدولي، إن هذه الثروة وضعت في نحو 20 بلدا، وجارٍ التحقيق حول صلات صالح برجال أعمال ساعدوه في إخفاء أمواله.
واعتمد مجلس الأمن في نوفمبر 2014، عقوبات من بينها: تجميد أموال بحق صالح، الذي تخلَّى عن السلطة إثر ثورة شعبية، كما اتهمه بالإساءة إلى عملية الانتقال السياسي في اليمن عبر دعم ميليشيات الحوثيين التي باتت تسيطر على صنعاء.
وكتب التقرير أن “الأموال جمعت جزئيا عن طريق الفساد المتصل خصوصا بعقود النفط والغاز” وحصول صالح على رشاوى مقابل امتيازات تنقيب حصرية.
من ناحية أخرى، وفي إطار مساعي معالجة الأزمة السياسية الجارية في اليمن، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، أكد مجلس الأمن على شرعية الرئيس اليمني الحالي، عبده ربه منصور هادي، داعيًا جماعة الحوثيين وباقي أطراف الأزمة في البلاد إلى اللجوء للحوار، ورفض أعمال العنف، والامتناع عن الاستفزاز.
وطالب المجلس، الأربعاء (25 فبراير)، بالإفراج فورًا ودون قيد أو شرط عن رئيس الوزراء، خالد بحاح، وأعضاء مجلس الوزراء، وجميع الأفراد الذين لا يزالون قيد الإقامة الجبرية أو الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي، على يد الحوثيين.
كما دعا الحوثيين للالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذه، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، واتفاق السلم والشراكة الوطنية، التي تنص على التحول الديمقراطي بقيادة يمنية، وفقًا للبيان التي نشرته وكالة “الأناضول”، الخميس (26 فبراير).
وفي السياق نفسه، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، الخميس، إلى محافظة عدن، جنوبي البلاد، للقاء هادي الذي يقيم هناك منذ فراره من قبضة الحوثيين الذين كانوا يفرضون عليه الإقامة الجبرية.
وبعد ساعات من وصوله إلى عدن السبت الماضي، أعلن هادي تمسكه بشرعيته رئيسًا للبلاد، وقال إن كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر – تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء – باطلة ولا شرعية لها.
وفي إطار مساندة دول الخليج للرئيس اليمني، التقى هادي، بأمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، كأول مسؤول عربي وإقليمي كبير يستقبله في عدن، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
واجتمع هادي بالزياني والوفد الخليجي المرافق والذي ضم سفراء دول مجلس التعاون الست المعتمدين في اليمن بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية، عدن، في خطوة مهمة تؤكد مدى الدعم الكبير الذي يحظى به هادي وشرعيته من قبل دول الخليج، وكذلك الإعلان عن إعادة افتتاح سفارات الخليج بعدن بعد إغلاقها في صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها.
وقال الزياني إن هذه الزيارة تؤكد مواصلة دعم دول الخليج للشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس هادي.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الوفد الخليجي ناقش مع هادي أهمية العودة إلى العملية السياسية والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني وكذا دعم دول المجلس للرئيس هادي في المرحلة الراهنة والمستقبلية حتى ينعم اليمن بالأمن والاستقرار.