دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأمم المتحدة لإصدار قرار يمنح تفويضًا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، وذلك بعد يوم من قصف طائرات الجيش المصري أهدافًا لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا باسم “داعش” هناك.
وقال في مقابلة بثتها إذاعة أوروبا 1 الفرنسية، الثلاثاء (17 فبراير 2015)، ونقلتها وكالة “رويترز” إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك.
وسئل عما إن كانت مصر ستكرر نفس الضربات الجوية من جديد، فقال إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعي.
ولم يتضح بعد ملامح هذا التفويض الذي يطلبه الرئيس المصري وحدود اختصاصاته والدول المنضمة إليه، وعلاقته بالتحالف القائم بالفعل الذي تقوده الولايات المتحدة منذ سبتمبر الماضي لمحاربة “داعش” في سوريا والعراق.
وقصفت الطائرات المصرية أهدافًا لـ”تنظيم الدولة الإسلامية” في ليبيا، فجر الاثنين الماضي، وذلك بعد ساعات من إعلان التنظيم قيامه بذبح 21 عاملًا مصريًّا هناك.
ويأتي هذا بموافقة من الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا، وبالتنسيق معها، وفق تصريحات صحفية للرائد محمد حجازي المتحدث باسم الجيش الليبي، الذي قال لصحيفة “الأهرام” المصرية (حكومية) إن العملية الجوية التي قامت بها القوات الجوية المصرية حققت أهدافها بنسبة 95%.
وتُشارك مصر في التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الذي تقوده الولايات المتحدة، ولكنه تعاون استخباراتي وليس عسكريًّا؛ حيث جاء القصف المصري لمواقع التنظيم يوم الاثنين خارج إطار التحالف.
ولقيت العمليةُ المصرية تأييدًا دوليًّا واسع النطاق، خاصةً من الدول العربية وبعض الدول الأوروبية، إضافةً إلى روسيا التي قال مسؤولون مصريون إنها أبدت تقديم التعاون الذي تطلبه مصر في هذا الشأن.
كما وقّعت مصر وفرنسا، الاثنين في القاهرة، اتفاقيات عسكرية تُتيح لمصر شراء 24 طائرة رافال، والفرقاطة فريم وذخيرتها، وهو ما يعلق عليه خبراء عسكريون آمالًا في تمكين مصر من تحقيق نتائج أفضل في محاربتها للتنظيمات الإرهابية التي تهددها.
من ناحية أخرى، حث صلاح عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر (تتبع رئاسة الجمهورية)، أوروبا على المزيد من التعاون مع بلاده في مكافحة تنظيم “داعش”، بعد قيام الأخير بذبح 21 مصريًّا مسيحيًّا؛ ما يعد تهديدًا لأوروبا ولمسيحيي العالم.
وأضاف، في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، نشرتها الثلاثاء، ردًّا على سؤال حول إمكانية انضمام مصر إلى الحرب على داعش: “مصر لم تختر إقحام نفسها في هذا الأمر لمجرد رغبتها في ذلك، نحن نشدد على أن حق الدفاع عن النفس هو من حقوق الإنسان الأساسية، ويجب علينا توفير الحماية لمواطنينا في الخارج، وفقًا لما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة”.
وتابع المسؤول المصري: “إن الفيديو الخاص بذبح المصريين فيه تهديد من عناصر التنظيم بالوصول إلى إيطاليا نفسها (الفيديو مصور على شاطئ البحر المتوسط قبالة إيطاليا)، وهناك تهديدات للمسيحيين في كل مكان بالعالم، وهم بالتالي يضعون الإسلام بمواجهة كل الدنيا”.
وفي إطار الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينوي إنشاء شبكةٍ دوليةٍ ضد التطرف العنيف خلال اجتماع كبير يُعقد هذا الأسبوع في واشنطن.
وبعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا والدنمارك وقيام “داعش” بذبح 21 مصريًّا، ستجمع الحكومة الأمريكية من الثلاثاء إلى الخميس أطرافًا حكوميين وخبراء وآخرين من عالم الأعمال لمناقشة ما ينبغي القيام به، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية في وقت متأخر من مساء الاثنين.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن المبادرات التي ستقدم ستكون محصورة بكيفية وقف التطرف والتجنيد والحض على العنف.
وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما لم يشأ كشف هويته: “نريد إنشاء شبكة واسعة للتصدي للتطرف العنيف. نريد التحرك”.
وأورد مسؤول أمريكي آخر: “سنستمع إلى القطاع الخاص، مدن العالم، المنظمات غير الحكومية وجميع من يمكنهم المساهمة في تقديم حل”.
وسيمثل عدد كبير من الحكومات في الاجتماع. وسيشارك في النقاشات أيضًا الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ولم يتضح بعد كيف ستكون العلاقة بين هذه الشبكة وبين التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الذي تقوده الولايات المتحدة منذ سبتمبر 2014