ثلاثة فناجين من القهوة العربية الأصيلة كانت كافية لإخراج ولي عهد بريطانيا عن صمته؛ ليعبّر عن إعجابه الشديد بجودة القهوة العربية وطريقة تقديمها الفريدة، والتي احتساها عند زيارته لمنطقة العلا ومدائن صالح أخيراً، برفقة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.
“مرضي عايد” الذي يعمل خوياً في محافظة العلا كان يقف وراء صناعة هذه القهوة المتميزة التي جعلت ولي عهد بريطانيا يتناول منها ثلاثة فناجين دفعة واحدة، يقول في حديثه عندما علمت بنبأ زيارة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز إلى العلا كان لزاماً عليّ أن استقبله بأجود أنواع القهوة العربية الأصيلة؛ حيث عملت مع زميلي أحمد بن محمد الجهني على حمس البن، وتجهيز أدوات إعداد القهوة العربية، وتهيئة الدلال والفناجين وحبات التمر ابتهاجاً بهذه المناسبة”.
ويضيف “عايد” الذي يعمل في هذه المهنة منذ ما يزيد على 15 عاماً: “عند وصول أمير ويلز إلى مقر إقامته استقبلناه بالقهوة العربية؛ حيث تناول ثلاثة فناجين منها واحداً تلو الآخر؛ ليعبّر بعدها مباشرة في حديث للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عن إعجابه بطريقة تحضير هذه القهوة فضلاً عن مذاقها المميز”.
وبيّن: “الأمير سلطان تولى الشرح لولي عهد بريطانيا عن طريقة تحضير القهوة العربية، وأنواع البن المستخدمة وأسعارها، وطريقة تقديمها وفق تقاليد أصيلة لا يمكن الحياد عنها مطلقاً”.
ويقول “أحمد محمد مدخلي” الذي يعمل هو الآخر في تحضير القهوة وتقديمها للضيوف: “عندما علمنا بنبأ قدوم الأمير تشارلز كان لزاماً علينا أن نقدّم له أفضل وأجود أنواع القهوة؛ لأنها باختصار شديد تعبّر عن تقاليدنا الأصيلة، وضيافتنا الكريمة، هذه ثقافة متجذرة وعنوان للكرم لا يمكن أن نحيد عنه”.
ونبّه إلى أن البنّ الذي يعدّ المكون الرئيس في القهوة أنواع، أجودها “اللطنس باشنفر” ثم “الهرري” ثم “الخولاني”، ويصل سعر أجودها إلى 150 ريالاً، كما أن الهيل ذا الرائحة الجميلة يصل سعر الكيس إلى 1500 ريال، إلى جانب القرنفل الذي يوضع بكميات بسيطة جداً”.
وخلص “الجهني” إلى القول: “منذ صغري وأنا أعشق عملية تحضير القهوة، وحصلت على فرصة وظيفية في محافظة العلا، وعندما قدم تشارلز إلى منطقتنا كضيف على الوطن لم أجد أجود من بن “لطنيس باشنفر” ليكون مكوناً للقهوة المقدمة له حيث نالت إعجابه والحمد لله”.
يُذكر أن ولي عهد بريطانيا زار، الأسبوع الماضي وعلى مدى يومين، الآثار التاريخية في مدينة العلا برفقة الأمراء تركي الفيصل ومحمد بن نواف وسلطان بن سلمان وفيصل بن سلمان؛ حيث شاهد ميدانياً الآثار والمقومات والكنوز الحضارية التي تحتضنها منطقة العلا، وفي مقدمتها مدائن صالح والبلدة القديمة؛ حيث عبّر ولي عهد بريطانيا عن إعجابه الشديد بما رآه، مؤكداَ أن فهم الحضارة التاريخية للجزيرة العربية حلقة مهمة جداً لفهم الحضارة العالمية.