في مثل هذا اليوم 14 فبراير من عام 1945، بدأ التحالف الاستراتيجي بين أمريكا والسعودية، والذي مر عليه 70 عامًا، عندما التقى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن المدمّرة الأمريكية كوينسي في البحيرات المرّة في قناة السويس.
وقال موقع “المونيتور” الأمريكي إن سبعة عقود من العلاقات بين البلدين شهدت ضغوطًا في بعض الأحيان لكنها تواجه مستقبلا صعبًا.
وأضاف “المونيتور” أن الاجتماع الأول بين الملك المؤسس والرئيس الأمريكي في ذلك اليوم كان اجتماعًا سريًّا لم يعلم به إلا حفنة من المقربين في كلا الطرفين.
وفي سرده لتفاصيل اللقاء التاريخي الأول بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت، قال “المونيتور”: “إن الاجتماع الذي تم على متن المدمرة (كوينسي) كان حاسمًا في وضع اللمسات على العلاقات بين البلدين والتي كانت تهدف إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مع نهايات الحرب العالمية الثانية”.
وقال “المونيتور” إن القمة السعودية الأمريكية في هذا اليوم تم التخطيط لها بعناية مسبقًا عندما سافر الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة في نوفمبر 1945، وبدأ الترتيب للقاء ووضع تفاصيل الشراكة بين البلدين خلال لقائه مع المسؤولين الأمريكيين، ومن بينهم الرئيس روزفلت.
وتابع “المونيتور” أن الأمير فيصل في ذلك الوقت كان في سن 36، ولكنه كان المسؤول الدبلوماسي الأول لوالده الملك عبدالعزيز منذ عام 1919 عندما سافر إلى لندن لمناقشة مستقبل المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى وكان في الثانية عشرة من عمره.
وقال الموقع الأمريكي، إن الرئيس روزفلت، قال عقب اللقاء الذي امتد 5 ساعات مع الملك عبدالعزيز: “إنه شخصيةٌ ساحرة ومفاوض صعب، لم ألتقِ بأحدٍ في حياتي مثل ملك السعودية الذي لم أستطع استخلاص الكثير منه”. مضيفًا: “هذا الرجل له إرادة حديدية”.
وقال الموقع إن نقطة الخلاف في ذلك اللقاء كانت حول فلسطين والحركة الصهيونية؛ حيث حاول الرئيس الأمريكي أن يقنع الملك عبدالعزيز بدعم خطط إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، لكن ابن سعود قال له: “بما أن اليهود قد عانوا بسبب الجرائم الألمانية فإنهم يجب أن يقيموا دولتهم في ألمانيا”. قائلا: “دع الألمان يدفعون ثمن جرائمهم”.
وقال “المونيتور” إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ظل نقطة الخلاف في العلاقات بين البلدين على مدى الـ70 عامًا، ومن المحتمل أن يظل كذلك حتى سنوات كثيرة قادمة.
وأضاف أن كل ملوك ورؤساء الولايات المتحدة أكدوا هذه الشراكة التي بدأت على ظهر “كوينسي”، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان حكيمًا في أن يزور السعودية في طريق عودته من الهند لتقديم التعازي الشهر الماضي في وفاة الملك عبدالله، وتأكيد الشراكة بين البلدين في عهد خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز.