كشفت الحلقة التي ناقشت”قصة أم أمل” من برنامج”الثامنة” مع داود الشريان، أن المواطنة أم أمل قضت خمسة وعشرون عاماً من التيه، حتى دفعتها الحاجة لتكون خادمة في بيوت باكستان، حيث رفض والدها إستلامها والإعتراف بها بعد أن قام باكستاني بإختطافها والسفر بها إلى موطنه بمساعدة زوجت والدها، وذلك بحضور صاحبة القصة أم أمل.
الجزء الأول
كانت البداية بتقرير أعده الزميل حسين بن مسعد، حيث قضت أم أمل خمسة وعشرون سنة من التيه و الجهل، وقلبها يملئَه الوجل، تتساءل ما العمل العمر قد ارتحل، كبرت أم أمل وكبر أولادها الثلاث فما طابت لها حياة، بلا أهل، دفعتها الحاجة لتكون خادمة سعودية في بيوت باكستان أم أمل .. أمٌّ .. تبحث عن أمل .
حيث قالت أم أمل:” دخلت إلى شقة الباكستاني وحاول إغلاق الباب علي ثم حدث ما حدث، قمنا بعمل خروج من السعودية بإسم زوجته الأخرى، عمتي وضعت خطة لهروبي وإنتقالي لباكستان، ما إن وصلت هناك حتى عرفت أني لن أعود مرة أخرى إلى السعودية”.
هنا أحكمت عمتها خطة لإخفاء معالم الجريمة بلا هوادة ولا خجل، ما إن علمت أمل بمقر السفارة السعودية حتى ألتقت سفيرها على عجل.
وأضافت أم أمل:”ذهبت إلى مقر السفارة السعودية ولكن دون أمل، التقيت مصادفة بسعودي عرفته من لهجته بأحد أسواق كراتشي، وساعدني في العثور على والدي، وعندما تحدثت إليه أخبرني بأنه لا يريد أن يفتح أبواب تم إغلاقها”.
عاد الحديث للإستديو حيث قالت أم أمل:” زوجت والدي هددتني بعدم قول أي شيء لوالدي بعد أن قام هذا الباكستاني بفعلته بي، وهي من قامت بتهريبي إلى باكستان، أخذوني إلى جدة واستقبلتني إمرأة باكستانية وأخذتني إلى عائلة لمدة عشرة أيام، كنت خائفة جداً حينها، وبعدها أخذني الباكستاني إلى غرفة مستقلة وأخبرني أنه يقوم بترتيب الأوراق للسفر إلى باكستان، وعندما سألت عن زوجت والدي أخبرني أنها لا دخل لها بالقصة، أخرجت جواز باكستاني بإسم زوجته الأولى، وصلت باكستان وأخبر ذويه أنني زوجته، وأن أوراق الزواج فقدت في المطار، وأتى القاضي وقام بتزويجنا هناك في باكستان، أخذني لشقيقته لمدة عامين وبعدها أخذني لبيت زوجته، حيث تم معاملتي معاملة سيئة جداً تعرضت للضرب والإهانات، أمرهم بحبسي وعدم السماح لي بمقابلة أحد، عشت مع زوجته أغسل ملابسهم وصحونهم مقابل الحصول على طعامي، كنت أغمس الخبز اليابس بالماء لكي أقوم بإطعام إبنتي أمل، أستمر هذا الوضع لمدة 10 سنوات، وبعدها قررت الخروج للبحث عن رزقي، خرجت من المنزل وطالبت ببيت مستقل، كنت أتعرض للإهانات من إبنهم وكنت أتحامل على نفسي بسبب الظروف، أمرته زوجته الباكستانية أن يقوم بالتخلص مني بعيداً، كنت نائمة مع إبنتي وقاموا بإحراق الغرفة، و لكن زوجت أخيه قامت بإنقاذي”.
أم أمل
وأضافت أم أمل:”قمت بالإنتقال إلى غرفة مستقلة وكنت أعمل في البيوت مقابل 500 روبية، لكي أقوم بإطعام أبنائي، عملت في الكنس وغسيل الصحون وكل الأعمال ولا يعرفون أني سعودية وكانو يعتقدوني أني باكستانية، أدخلت بناتي في مدارس الحكومة، وإبني حافظ للقران ومدرس في المسجد مقابل 2000 روبية”.
وزادت أم أمل:”بعد عامين ونصف رزقت بإبني، حاولت التواصل مع أهلي في السعودية وطلبت من أحدهم مساعدتي في إيصال رسالتي، وبعد اسبوع والدي قام بالإتصال وأخبرته أني إبنته وقال ماذا تريدين، وأخبرني أن والدتي توفيت لكي لا أقوم بالبحث عنها، وأخبرني أنها توفيت بسببي”.
الجزء الثاني
بدأ هذا الجزء بخبر تبني الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان لقضية أمل حيث وعد بأن يعمل على إعادتها إلى أهلها”.
وقالت أم أمل:”قابلت سعودي في باكستان وطلبت منه أن يقوم بالبحث عن أهلي، كنت أخشى على بناتي من الإغتصاب والإهانات، أخبرت الشاب القصة كاملة، أخذ العنوان وبدأ بالبحث وخلال اسبوع أتى برقم والدي، وقمت بالإصال عليه قبل 3 أعوام، عرفته من نبرة صوته، أخبرته أني إبنته، وطلب مني الإبتعاد وأنهم لا يريدوني، وأن الناس قاموا بنسياني، أخبرت الشاب أن والدي لا يتجاوب معي، ونصحني بالتوجه للسفارة، أو القنصلية في إسلام أباد، قمت بالتواصل مع القنصلية في كراتشي وأخبرت نائب القنصل بالنتفاصيل، وعندما أخذ العنوان رفض إرسال سيارة لأن المنطقة كانت مشهورة بالسلاح والإرهابيين، وبالجماعات المسلحة المتناحرة على السلطة”.
وزادت أم أمل:”ذهبت للقنصلية وقابلت عبيد الله الحربي وأخبرني بأنهم سيقومون بالوقوف معي، ولم يحدث شيء من هذا أبداً، وطلب مني كتابة قصتي ومطالبي، ولكن والدي رفض عودتي بحجة أني أقوم بتهديده”.
وأوضحت:”عامين وأنا أذهب للقنصلية دون فائدة، ناس لا تخاف الله ولا اريد الحديث في التفاصيل، بعدها قمت بالحديث مع صحيفة عكاظ من خلال الإنترنت، وقاموا بنشر قصتي، وبعدها تحركت المياه الراكدة وأتى والدي لباكستان، طعنني في شرفي وأتهمني بالإرهاب وأني من تنظيم القاعدة، لم أشعر وقتها أنه والدي عشرون عاماً لم يشاهدني ولم يفكر أن يقوم بضمي إلى صدره، خرجت معه للفندق أنا وأبنائي طلب مني عدم العمل وكان يهزأ من أبنائي ويصفهم بالباكستانين، وهم لا يعرفون تفاصيل القصة”.
الجزء الثالث
بدأ هذا الجزء بحديث أم أمل بقولها:”عندما أخبرت عكاظ بقصتي تفاعلت معي القنصلية، وقامت بجمع مساعدات لي من موظفي القنصلية، كان علي دين وقاموا بسداده عني، وعرض علي 500 ريال شهرياً كمساعدة، جمعية أواصر قامت بمساعدتي لمدة ثلاثة أشهر، طلب مني عبيد الله الحربي التوقيع على إستلامي للمستحقات التي تصل من أواصر رغم أني لم أحصل على أي شيء، السفير عاملني بشكل جيد وأمر لي ببيت لمدة عام، ولكنه بيت خاوي وكأنه”خرابه”.
أم أمل
وأضافت مواطنات تواصلو معي عن طريق السفارة، وقفوا معي ووصلت عن طريقهم للبرنامج، طلبت من السفارة جوازي للذهاب للعمرة، ولكن الحربي رفض بحجة أن القانون لا يسمح، لا أعرف لماذا لم يمنحوني جوازي، منذ 6 أشهر وأنا أحمل صورة للجواز، لم أحاول التواصل مع أحد للحصول على جوازي”.
وفي ختام الحلقة قالت أم أمل:”اناشد خادم الحرمين الشريفين بأن يحفظ لي كرامتي أنا إبنة هذا الوطن، وأناشد الأمير محمد بن نايف بالوقوف معي، ليس لي أحد غير بلدي بعد تخلى أهلي عني، لن أعود لباكستان حتى لو تعرضت للسجن، وحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم واطالب من أهلي أن يقوموا بمسامحتي”.