دعت الدكتورة خولة بنت سامي الكريع، عضو مجلس الشورى وكبير علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، رئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام، لإنشاء دور متخصصة لرعاية المرضى الذين يعاودهم السرطان وينتشر بعد إنهائهم دورات مؤلمة وطويلة من العلاج الكيماوي وأحيانًا الإشعاع وعمليات جراحية معقّدة.
وأوضحت أن الهدف من هذه الدور تقديم رعاية شاملة تختلف عما تقوم به المستشفيات، حيث تتميز بتوفير بيئة هادئة للمرضى يتلقون خلالها رعاية طبية ومسكنات لآلام السرطان الحادة التي يعانونها في المراحل المتأخرة، مؤكدة أن هذا الجانب هو ما ركز عليه اليوم العالمي للسرطان لهذا العام.
وقالت هذه التظاهرة السنوية التي ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان أخذت شعارًا لهذا العام “not beyond us” (ليس بعيدًا عنا) وهو شعار إيجابي ركز على محاور رئيسة للإعلان عنها ودفع المجتمعات الدولية لتبنّيها. ومن هذه المحاور اختيار أسلوب حياة صحي، وأهمية إيصال الكشف المبكر لعامة الناس، وأهمية الحصول على العلاج للجميع، والاهتمام بنوعية الحياة لمرضى السرطان.
وأشارت الكريع أن هناك مرضى عندما يأس من الطب لجأ إلى الخلطات الشعبية ووصفات غير معتمدة وتفاقمت حالته وازدادت سوءً أولقي حتفه بسبب عدم الوعي واستغلالا لحالته النفسية وما يعانيه من يأس وخوف , وهناك أسر اعتقدتْ أنه من الوعي الاستمرار في ترك مريضهم في غرفة المستشفى على الرغم من إدراكهم بتفاقم الحالة ظناً منهم أن هذا أفضل لمريضهم , وكلا الطرفين يبتعد عن الصواب في توفير حياة نوعية جيدة لهذه الفئة.
وأضافت أن من اختلط بهذه النوعية من المرضى يعلم أنهم يعانون من زخم مشاعر انسانية كثيرة ومعقدة ويحتاجون أن يقضوا أيامهم الأخيرة بسلام مُحاطين بحب أسرهم ورعايتهم ، خالين من كل أنواع الألم واليأس والخوف .
واختتمت الدكتورة الكريع حديثها بالإشارة إلى أن مرض السرطان يعد من أكبر المشكلات الصحية والتحديات الطبية التي تواجه العالم أجمع , إلا أن السيطرة عليه ومكافحته ليست عسيرة وخاصة في ظل ما تشهده الساحة العلمية العالمية من تطورات هائلة من الكشف عن السرطان والتنبؤ بحدوثه والقدرة على القضاء عليه وصولاً إلى استحداث العديد من الأدوية الجديدة المتطورة التي ساهمت في زيادة نسبة الشفاء من هذا المرض .
وقالت أوجه كلمتي لمريض السرطان وأوصيه بالتفاءل بالله أولاً , والتأكد من أن جهود علماء العالم تتضافر وتتوحد وتعمل بصورة متواصلة حتى تضمن شفاءك بعد الله وانتصارك في معركتك ضد السرطان.