قال جيمس سميث، السفير الأمريكي الأسبق في السعودية، إن التحول نحو الديمقراطية في المملكة لن يكون بالطريقة التي يتصورها الغرب، خاصة أن المجتمع السعودي له خصائص محددة كالطابع القبلي. مضيفًا أن الملك سلمان لديه برنامج إصلاحي سيسير عليه مستكملا الحركة الإصلاحية التي انطلقت سابقًا، مرجحًا تمتعه بصحة جيدة.
وقال سميث ردًّا على سؤال حول السن المتقدم للملك سلمان، وفقًا لما أوردته “سي إن إن”: “الملك الجديد يبلغ من العمر 79 سنة، ولكن عند التحدث عن السن هنا فعلينا أن نتذكر أن الثقافة المشرقية تحترم كبار السن، وترى فيهم الحكمة، وقد كان سلمان أميرًا للرياض”.
وأضاف: “يُعرف عن الأمير سلمان أنه أحد الأشخاص الذين يعملون بجد داخل الحكومة، وقد واصل هذا الأداء خلال توليه حقيبة وزارة الدفاع وولاية العهد، ولذا لا أظن أن سنه يمثل عقبة هنا، فهو يبدو بصحة جيدة، وهو يحيط نفسه بفريق عمل شاب قادر على تنفيذ أوامره، وبالتالي أعتقد أننا أمام تغيير إيجابي هنا”.
وحول الهوية الإصلاحية للملك، وإمكانية حصول تغييرات على صعيد قضايا حقوق الإنسان المثيرة للجدل في السعودية، رد سميث بالقول: “البعض يعتقد أن الملك يمكنه القيام بكل ما يرغب به، باعتبار أن السعودية تقوم على نظام الملكية المطلقة، ولكن في الواقع لدى الملك السعودي الكثير من الأمور التي عليه التعامل معها وقد تقيده، فنصف الشعب محافظ بشدة، والنصف الآخر يبحث عن التطوير”.
وتابع: “لقد حاول الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وضع أسس لتطوير النظام القضائي عام 2007، ولكن مبادرته لم يُكتب لها النجاح الفعلي، وإذا ما تمكن الملك سلمان من إجراء هذه التغييرات فستسير الأمور بطريقة مختلفة في المملكة، وأنا أظن أن قرار تحديث المملكة موجود بالفعل، والملك سلمان سيواصل السير نحوه”.
وحول إمكانية رؤية مسار إصلاحي يوصل السعودية إلى الديمقراطية، وما إذا كان السعوديون أصلا يطالبون بنظام ديمقراطي، رد سميث بالقول: “السعوديون يرغبون في أن تكون لديهم حكومة قادرة على الاستجابة لمطالبهم، شكل الحكومة بالنسبة لهم ليس مهما بقدر أهمية الاستقرار وتلبية الاحتياجات، وإذا ما نظرنا إلى صلب الأشياء التي كانت الشعوب العربية تطالب بها خلال الربيع العربي فسنرى أنها تتمحور حول الإسكان والتوظيف ومكافحة الفساد ووقف القمع الأمني”.
وختم بالقول: “لا أظن أنه سيكون هناك سير باتجاه الديمقراطية الغربية في المستقبل القريب، ففي المجتمعات التي تقوم على النظام القبلي لا تعمل الديمقراطية بالطريقة التي نفهمها نحن في أمريكا”.