أثارت قضية السعودي رائف بدوي، الذي يقضي حاليا عقوبة بالسجن والجلد بعد إدانته بعدة تهم بينها الردة وعقوق والده، جدلًا واسعًا على الشبكات الاجتماعية، خاصة بعدما اهتمت بها العديد من وكالات الأنباء العالمية، عقب بيان أصدرته منظمة العفو الدولية طالبت فيه بإقاف تنفيذ العقوبة.
وتابعت الشبكات الاجتماعية خلال الساعات الماضية، تنفيذ العقوبة، بعدما تسربت أنباء عن أنه ستتم معاقبة رائف بـ50 جلدة كدفعة أولى من أصل ألف جلدة، عقب صلاة الجمعة أمس (9 يناير 2015)، أمام مسجد الجفالي بجدة، وهو ما تزامن مع حملة أطلقها بعض النشطاء الأجانب تحت عنوان “كلنا رائف” للمطالبة بالعفو عنه وإطلاق سراحه.
وعقب تنفيذ العقوبة، نشرت زوجة رائف بدوي عبر حساب زوجها الشخصي على تويتر الذي تديره حاليا، تأكيدات أن زوجها كان متماسكا لم يصدر عنه أي صوت وخيب آمال الكثير رغم قساوة الجلد، قبل أن تتبعها بتغريدة قالت فيها إنه سيتم تنفيذ الدفعة الثانية من جلد رائف يوم الجمعة المقبل، معتبرة أن ذلك سوف يعرضه لخطر الموت، وهو ما زاد من الجدل خاصة بين أوساط المتعاطفين معه.
إلى ذلك، تداول العديد من النشطاء عبر “تويتر”، أكثر من مقطع فيديو، تمكن بعض المتابعين من تصويره أثناء تنفيذ عقوبة الجلد بحق رائف، رغم مطالبات رجال الأمن بمنع التصوير، وهي نفس المقاطع التي نشرت زوجة رائف بعضها.
وأظهرت تلك المقاطع تجمهر المئات من المصلين الذين سارعوا للتجمع أمام ساحة مسجد الجفالي بجدة عقب انتهاء الصلاة، لمشاهدة عملية التنفيذ، وظهر رائف واقفا على قدميه في كامل ملابسه التي تمثلت في قميص أبيض وبنطال أسود، ممسكا بيد أحد رجال الأمن، بينما شرع آخر في الضرب على ظهر رائف بعصا رفيعة، عبر ضربات خفيفة وزعها على ظهره ورجليه، أشبه بالعقاب المدرسي، فيما تعالت صيحات المتجمهرين بالتكبير فور انتهاء التنفيذ.
وسبق أن حُكِم على “رائف” بالسجن 10 سنوات وغرامة قدرها مليون ريال، وألف جلدة العام الماضي، بعد أن طعن المدَّعون على حكم أوَّلي بالسجن 7 سنوات و600 جلدة، ووصفوا الحكم بالمتساهل.