في سجون العراق الآن أكثر من 50 سعودياً تم تجميعهم في سجن “الرصافة” ببغداد بغرض تسليمهم للسعودية, تنفيذاً للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الرياض وبغداد، وتقضي بتبادل المحكومين لدى الجانبين ولا تزال تراوح مكانها حتى الآن, ولم يتم تنفيذها وما تزال الأسباب المعيقة لتنفيذها مجهولة.
ومن بين المسجونين السعوديين بسجن “الرصافة” العراقي، محمد سعيد القحطاني، وقد تم محاولة لاتصال به عن طريق دائرة الإصلاح العراقي، وتم إجراء اتصال هاتفي “مع “القحطاني” لمعرفة أسباب سجنه وظروفه وأوضاع الموقوفين السعوديين في “الرصافة”.
وقال محمد سعيد القحطاني عن ظروف سجنه بالعراق: في شتاء عام 2005م خرجت مع أصدقائي في رحلة صيد إلى شمال السعودية بالقرب من الحدود العراقية ولجهلي الكامل بتلك المناطق أضعت الطريق, ودخلت بالخطأ للحدود العراقية بسيارتي, وسلمت نفسي لأول دورية عراقية صادفتني, وللأسف الشديد ظنت السلطات العراقية أنني أنتمي إلى جماعات مسلحة ممن ذهبوا للعراق للقتال, فحكمت علي السلطات العراقية بالسجن 15 سنه بتهمة تجاوز الحدود وقضيت من مدة المحكومية 8 سنوات.
وعن تعامل السلطات العراقية معه خلال هذه الفترة قال القحطاني: السجون في العراق تابعة لوزارة العدل والقوانين المنظمة لعملها جيدة بالجملة, وتعاطي منتسبي السجون مع النزلاء خاضع لهذه القوانين المنظمة إلا انه توجد تجاوزات فردية من بعض المنتسبين نتيجة لجو الاقتتال الطائفي المنتشر في المنطقة, وبالنسبة لي فقد تمت معاملتي داخل السجن من قبل الإدارات المختلفة بكل احترام وتقدير.
وأضاف “القحطاني” قائلاً: أول ثلاث سنوات قضيتها في سجون تديرها القوات الأمريكية, وقد رأيت في هذه السجون كيف زرع المحتل بذور الحرب الطائفية, حيث كانت القوات الأمريكية تفرض على النزلاء الانقسام على أساس طائفي, فتقوم بعزل نزلاء السنة عن الشيعة, وتحاول خلق المشاكل بين الجانبين إلى أن يصل الحد في بعض الحالات لحد الاقتتال، هذا الفصل الطائفي داخل السجون الأمريكية, انعكس في الشارع العراقي الذي بدأ يستقطب الطائفية وأدى إلى حدوث انقسام في الشارع العراقي.
وعن عدد السجناء السعوديين في السجون العراقية من عام 2003 إلى الآن قال”القحطاني”: حسب التقديرات الرسمية فإن عدد السجناء السعوديين بالسجون العراقية سواء الذين كانوا في سجون خاضعة للسلطات الأمريكية أو في سجون السلطات العراقية تتراوح ما بين 400 إلى 450 سجين, منهم من تم إطلاق سراحهم وتسليمهم للجانب السعودي, ومنهم من لا يزال يقضي مدة محكومتيه في السجون العراقية وعددهم حوالي 60 سجيناً.
وطالب “القحطاني” بالتنفيذ الفوري للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الرياض وبغداد “لنعود إلى بلادنا وأهلنا بكل سلام ولنكون لبنة من لبنات البناء في وطننا الغالي السعودية”.