كشف والد أحد الطالبين اللذين هربا من الفسحة بالدمام، واستقلا قطار الرياض أن الطالبين تعرّضا للضرب على يد رجل وامرأة مجهولين أجبراهما على ركوب السيارة بالقوة، وتوجها بهما إلى محطة قطار الدمام ومن ثم للرياض، وعند وصولهم لمحطة الرياض تركا الأطفال واختفيا، مطالباً السكك الحديدية بكشف هوية الرجل والمرأة من خلال الكاميرات.
وقال والد الطفل محمد سلمان الغامدي : قمنا بتفتيش الابن ووجدنا معه مبلغاً مالياً، وعند سؤاله عن حصوله على المبلغ قال بالحرف الواحد: “امرأة أعطتني الفلوس أنا وزميلي، وقالت: إذا كنت جائعاً اشترِ بالفلوس هذه، وبدأت معالم الخوف على ابني عند روايته للحادثة، وخاصة أن كل رواية يرويها يقرنها بزميله الذي كان معه، والذي ذكر له أنهما سيغادران للرياض، فهناك سر لا بد أن يُكشف”.
وتابع: “ابني ولله الحمد لا يعاني أي أمراض فهو بصحة وعافية ولله الحمد، ولا يعاني أي عنف أسري وأتحدى أي أحد يثبت ذلك”.
وتفصيلاً فقد كشف الأب تفاصيل حصرية عن الواقعة التي حدثت، وكيف قام الطالبان بركوب القطار، ومن كان خلف ذلك، وماذا قدّمت إدارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة لوليي أمر الطالبين.
بداية الحادث
قال ولي أمر الطالب: في البداية وردني البلاغ نحو الساعة ١٢ ظهراً من شقيقه عن عدم وجود ابني في المدرسة، وتوجّهت إلى المدرسة فوراً، ووجدت أن جميع أعضاء المدرسة، وعلى رأسهم مدير المدرسة يقومون بالبحث عن ابني، ووردت الأنباء أن ابني خرج مع طالب آخر، فظننت أنهما توجّها لأي حديقة للعب، واستمر البحث في جميع الجوانب مع جميع أعضاء المدرسة إلى أن فقدنا الأمل في حينها.
وأضاف “الغامدي”: عند فقدان الأمل من البحث قمت بإبلاغ الجهات الأمنية عصراً عن فقدان ابني؛ لاتخاذ الإجراءات الرسمية، وعدت إلى المدرسة، ووجدت جميع أعضاء المدرسة موجودين رغم الوقت المتأخر، وعلى رأسهم مدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس، ومدير مكتب التربية والتعليم بشرق الدمام صالح المريسل، ومدير المدرسة عبدالغني الغامدي، وقام متطوعون بنشر صور ابني في مواقع التواصل الاجتماعي؛ للبحث عنه أو العثور عليه.
العثور عليهما
وأكمل: وردنا البلاغ عند صلاة العشاء أنه تم العثور على الطالبين في محطة قطار الرياض، فلم أصدّق ذلك في البداية، إلى أن تأكدت، وخاصة أنهم ذكروا لي أن الطالبين غادرا للرياض عن طريق السكة الحديد من محطة الدمام، وبعدها توجّهت لمحطة القطار لاستقبال ابني الذي أُرسل برفقة رجال أمن في القطار القادم إلى محطة الدمام، وقبل وصول ابني للمحطة طلبوا مني الخروج بابني من البوابة الخلفية بعيداً عن الازدحام والإعلام، إلا أنني رفضت ذلك، وقلت: “ابني ليس بمجرم، وسأخرج من البوابة الرسمية الرئيسية أمام الناس”.
وأردف: عند وصول ابني للمحطة دخل مدير المدرسة عبدالغني الغامدي إلى القطار، وهو الوحيد من صعد القطار، وأخذ الطالبين بالأحضان والاطمئنان عليهما، واصطحبهما إلى الخارج فله مني كل الشكر والتقدير ودخلوا المحطة وقمت باستقبالهم وأخذ ابني، وتأكدت أنه سليم لا يعاني أي اعتداء، وتوجهنا إلى المنزل.
تفاصيل مثيرة
وبيّن والد الطالب تفاصيل خروج ابنه من المدرسة على لسان ابنه عند عودته وقال: خرج ابني من البوابة الخلفية للمدرسة بعد تسلّقها، وتوجها للحديقة الخارجية، وهذا باعتراف الابن نفسه، وبعدها تعرض ابني للضرب من قبل امرأة ورجل مجهولين، أجبراهما على ركوب السيارة بالقوة، وتوجهوا إلى محطة قطار الدمام والسفر للرياض، وقمنا بتفتيش الابن، ووجدنا معه مبلغاً مالياً وعند سؤاله عن حصوله على المبلغ قال بالحرف الواحد: “امرأة أعطتني الفلوس أنا وزميلي، وقالت إذا كنت جائعاً اشترِ بالفلوس هذه”، وركبا القطار برفقة الرجل والمرأة، وعند وصولهما لمحطة الرياض تركا الأطفال داخل محطة الرياض واختفيا عن الأنظار، وأنا أطالب المؤسسة العامة لسكة الحديد بالرجوع إلى كاميرات التسجيل في محطتي الدمام والرياض، والكشف عن ملابسات القضية إن كانت تعمل الكاميرات، وأضاف: بدأت معالم الخوف على ابني عند روايته للحادثة، وخاصة أن كل رواية يرويها يقرنها بزميله الذي كان معه، والذي ذكر له أنهما سيغادران للرياض فهناك سر لا بد أن يُكشف.
كلمة شكر
واختتم والد الطالب بتسجيل كلمة شكر أولاً لمدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، الذي كان يتواصل معي هاتفياً، وحضر لموقع الحادثة، وساهم معنا في البحث ولم يغادر إلا بعد الاطمئنان على الطلاب ومدير مكتب التربية والتعليم بشرق الدمام صالح المريسل، ومدير المدرسة عبدالغني الغامدي، الذي كان الأب الأول للطلاب ولم يفارقنا دقيقة واحدة، وأصر على أن يصعد هو القطار واستقبال الطلاب، فله ولجميع طاقم المدرسة من وكلاء ومرشدين ومعلمين كل الشكر والتقدير، فهم اعتبروا أن المصاب مصابهم، وساهموا بكل شيء إلى أن عثرنا على الطالبين فليس لهم أي صلة بما حدث، فأنا أطالب المؤسسة العامة للسكة الحديد بكشف تفاصيل كيفية ركوب الطالبين القطار، ومع من، ومحاسبة أي مقصر، وعدم التهاون بمثل هذه الأمور، إضافة إلى أنني أحمّل المسؤولية لأي شخص يقوم بالكتابة عن القضية دون الرجوع لي أو للمصادر الرسمية، وسأقاضي من ينشر أي معلومة عن القضية.
إدارة “التعليم”
من جانب آخر قال المتحدث الإعلامي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص، إن هروب “طالبي قطار الرياض” من مدرسة فلسطين الابتدائية بالدمام، تزامن بعد قرع جرس نهاية الفسحة، ودخول الطلاب للحصة الرابعة، حيث اختبأ الطالبان في دورات المياه، ومن ثم غافلا المناوبين، واتجها إلى البوابة الشرقية للمبنى المدرسي وغير المستخدمة لخروج الطلاب إطلاقاً، وتسلقا البوابة وهربا من المدرسة.
حيث جاء ذلك في بيان إلحاقي للبيان الصادر مساء يوم الأحد 6/ 3/ 1436هـ بشأن اختفاء الطالبين، وبعد الوقوف على تفاصيل الحادثة من قبل الإدارة المختصة بتعليم المنطقة الشرقية.
وقال “الباحص” إنه عند بداية الحصة الرابعة قام معلم الصف بإحصاء طلابه، وتبيّن عدم وجود الطالبين، مما دعاه إلى إبلاغ إدارة المدرسة، والتي باشرت على الفور عملية البحث عن الطالبين في كل مرافق المدرسة، وتبيّن عدم وجودهما، مما حدا بها إلى إشعار وليي أمر الطالبين، إلى جانب الجهات الأمنية المختصة، والتي حضرت على الفور، وقامت بالوقوف على ملابسات الحادثة.
ولفت “الباحص” حرص إدارة التربية والتعليم على سلامة وأمن أبنائها الطلبة داخل المدرسة وأثناء اليوم الدراسي.