“الضويلع”:
* دعمنا المجمع الجديد بكفاءات طبية متخصصة.. وفوجئت بإيقاف الوزارة لعقد التوظيف.
* نجحنا في تشغيل مجمع الملك عبدالله ومستشفى شرق جدة بعد تعثر 10 سنوات.
* أنصح الوزير الجديد بالاعتماد على التقنية.. الوزارة عادت للفاكس بعد مغادرة “فقيه”!
* الصحة تحتاج لكفاءات تدير المستشفيات.. وتكليف الأطباء غير المتخصصين خطأ كبير.
أكد المدير التنفيذي السابق لمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة والمشرف على مستشفيي الملك فهد وشرق جدة حمد الضويلع ، أن استقالته التي تم قبولها من وزير الصحة، أمس، جاءت بعد توقف الدعم الكبير الذي كان يتلقاه من وزير الصحة السابق عادل فقيه، مؤكداً أنه شعر بأن مهمته في تشغيل مستشفى شمال جدة قد أتمها بنجاح برفقة الوزير السابق.
كان “الضويلع” قد قدّم استقالته منذ 3 أسابيع إلى وزير الصحة الجديد الدكتور محمد آل هيازع، والذي قبل الاستقالة بعد محاولات عدة لإثنائه، ووجّه بتقديم الشكر والتقدير على فترة عمله في الوزارة والتي لم تتجاوز العام.
تخطي البيروقراطية
وقال المدير التنفيذي السابق للمستشفيات الثلاث الأكبر في جدة: “منذ أن طلب مني المهندس فقيه العودة من التقاعد ومشاركته العمل للقضاء على فيروس كورونا وتصحيح أوضاع مستشفيات جدة، حضرت إليه ووجدت شخصاً متفهماً، واتفقنا أن نبتعد عن بيروقراطية وزارة الصحة، وطلبت منه الدعم الكامل لتشغيل المستشفيات الجديدة التي تعاني التعثر منذ 10 أعوام ووافق دون تردد”.
أقسم إني لا أعرف “فقيه”
ويضيف: “أقسم بالله لم أكن أعرف “فقيه” حينها، ولم يسبق لي أن التقيته قبلها، ولكنه أخبرني بأن رئيس شركة أرامكو هو من أوصى بي، ورغم أنني قد غادرت مقاعد أرامكو متقاعداً للتفرغ للعمل الخيري إلا أن فقيه أقنعني بالعودة، ووجدت فيه القائد الملهم، والذي يعمل 18 ساعة في اليوم دون كلل أو ملل، ونجح في تحسين الكثير من أوضاع الصحة، ومكافحة فيروس كورونا خلال الفترة القصيرة التي قضاها، وذلك بالتأكيد بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة”.
المعايير العالمية
ويستطرد: “منذ البداية كشفت لنا الإحصاءات والدراسات أن مدينة جدة هي أسوأ محافظة في المملكة في نسبة عدد الأسرة لتعداد المواطنين، وهو ما لم يخطر ببالي قبل وصولي إلى جدة، وعلى الفور بدأنا العمل لتجهيز مجمع الملك عبدالله شمالي جدة، واستعنا بفريق خبراء من أيرلندا ونجحنا في تشغيله جزئياً خلال 3 أشهر وتحديداً في 1 سبتمبر بعد إصلاح الكثير من الأخطاء، حيث أصررنا، حينها، على ألا يتم تشغيله إلا وفقاً للمعايير العالمية، وبعد البدء فوجئت حينها بالوزير المكلف يطلب مني الإشراف أيضاً على مستشفى شرق جدة، وبدأنا العمل هناك وكان ملاحظاً احتياجه لجهد جبار، واستعنت بالعديد من الشبان السعوديين الذين وجدتهم أمامي، وكانوا خير مثال للشباب المجتهد الذي يحتاج الدعم والمساندة ليقدم لوطنه ما يمكن ونجحنا في تشغيل المستشفى جزئياً في 26 أكتوبر بعد إنجاز 75% بعد معاناة وتعب”.
مستشفى بلا هواتف
وبيّن: “لك أن تتخيل أن المستشفى لم يكن فيه هواتف عند وصولي إليه، ولا أي برنامج لتقنية المعلومات، والعديد من الملاحظات الأخرى التي أنهيناها بنجاح مع فريق العمل السعودي وخبراء التشغيل من أيرلندا ولله الحمد، وبدعم لا محدود من شركة أرامكو والتي لم ترفض لنا طلباً إطلاقاً.
الربط الإلكتروني
وواصل: “كان الهدف من تكليفي بالإشراف على المستشفيات الثلاث الكبرى في جدة، العمل على ربطها إلكترونياً من خلال شبكة واحدة يمكن من خلالها توحيد الملفات الطبية للمواطنين، خصوصاً وأن هذه الجزئية خطيرة للغاية؛ لأن تعامل المواطنين مع أكثر من مستشفى قد يؤدي إلى خلل في نوعية العلاج المقدم أو تكرارها، وبالتالي قد يحدث العديد من الأخطاء القاتلة”.
وأضاف: “استعنا بشركة توظيف متخصصة ومميزة في اختيار الكوادر الطبية والفنية والإدارية المميزة؛ لتشغيل مجمع الملك عبدالله الطبي ومستشفى شرق جدة ووظفنا ما يقارب الـ 850 منهم في المجمع الطبي الذي يعمل الآن بطاقة 150 سريراً تقريباً، ومع الأسف سمعت مؤخراً أن الوزارة ألغت عقدها منذ عدة أيام، رغم أنها الأنجح في اختيار الكفاءات الطبية”.
تحذير من “الآيلة للسقوط”
وحذر “الضويلع” من بعض مستشفيات جدة القديمة، وقال: “هناك مستشفيات آيلة للسقوط بسبب مبانيها، وتحتاج لتدخل عاجل، وكان الوزير السابق فقيه قد جهّز نظاماً طبياً متكاملاً، يشمل كل مفاصل الصحة الموجوعة، قبل أن يصدر قرار الوزير الجديد والذي نتأمل فيه الخير، وأن يسير على نفس منهاج الوزير السابق، وأن يستفيد من هذا النظام الذي جاء بناءً على العديد من ورش العمل والتجارب العلمية والميدانية لتطوير الصحة في المملكة”.
نصيحة للوزير الجديد
وعن نصيحته لوزير الصحة الجديد قال: “أدعو له أولاً بالتوفيق والسداد، وأتمنى أن يستعين بالكفاءات الإدارية والطبية المميزة، ولو عن طريق الإعارة؛ لأن العقول الموجودة حالياً في الوزارة جيدة، ولكن تحتاج لدعم إضافي للنهوض بالصحة، وعليه أن يهتم بتقنية المعلومات؛ لأننا فوجئنا حين وصولنا أن الصحة ما زالت تعتمد على الفاكسات وهو نظام قديم جداً، وحاول الوزير المكلف فقيه، وقتها، تعديلها ونجح بشكل نسبي، ولكن فور عودته لوزارة العمل عادوا مرة أخرى لاستخدام الفاكس”.
وأضاف موجهاً حديثه للوزير الجديد: “أرجو أن تحرص على تطوير وتدريب الكفاءات؛ لغياب هذا الأمر في الوزارة، خصوصاً فيما يتعلق بإدارة المستشفيات، والتي عادة تسلم لطبيب، والأولى أن يتولاها متخصص في إدارة المستشفى، وأن يتفرغ الطبيب لعمله الإنساني”، متمنياً أن يسعى الوزير الجديد لإيجاد ملف موحد للمرضى، بحيث يستطيع أي طبيب في أي مستشفى بالمملكة أن يتعرف على حالة المريض الصحية وتاريخه الطبي عبر شبكة حاسوبية متطورة.